تواجه الشركات الأمريكية تهديداً متصاعداً مع اقتراب القراصنة من إطلاق هجمات سيبرانية مؤتمتة بالكامل بفضل الذكاء الاصطناعي (AI)، والتي تتميز بالسرعة والذكاء والتخصيص غير المسبوق.
هذه الهجمات قد تتسبب في تعطيل خطوط الإنتاج في المصانع، إيقاف عمل المستشفيات، أو حتى السيطرة على شبكات الطاقة قبل أن يدرك أحد وجود خلل.
الذكاء الاصطناعي لدى مجرمي الإنترنت
وتتيح التطورات في الذكاء الاصطناعي التوليدي للقراصنة تعزيز مهاراتهم وأتمتة مراحل متعددة من سلسلة الهجمات، فقد اكتشفت شركتا «OpenAI» و«Anthropic» أدلة على استخدام جهات حكومية ومجرمي الإنترنت لنماذج الذكاء الاصطناعي في كتابة الأكواد والبحث عن ثغرات الهجمات.
وبحسب موقع «أكسيوس» أكدت رئيسة مجموعة استخبارات التهديدات في جوجل ساندرا جويس، أن فريقها رصد محاولات قراصنة لاستخدام أدوات ذكاء اصطناعي شرعية في مخططاتهم الخبيثة.
قراصنة الدول واكتشاف الثغرات
ويحذر فيل فينابلز، شريك في «Ballistic Ventures» ومدير الأمن السابق في «Google Cloud»، من أن قراصنة الدول سيطورون أدوات لأتمتة كل شيء، من اكتشاف الثغرات إلى تنفيذ هجمات مخصصة على شبكات الشركات، وقال: «هذا قادم لا محالة، السؤال فقط هو: هل سيحدث خلال ثلاثة أشهر، ستة، أم اثني عشر شهراً؟»
مستوى التهديد
فيما كشف تقرير حديث من «مايكروسوفت» أن رسائل التصيد الإلكتروني المعتمدة على الذكاء الاصطناعي حققت معدل نقر يصل إلى 54%، مقارنة بـ12% لرسائل التصيد التقليدية.
ووفقاً لتقرير «Deep Instinct» لعام 2025، أفاد 50% من العاملين في مؤسسات البنية التحتية الحيوية أنهم واجهوا هجمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي.
ويستخدم قراصنة من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية الذكاء الاصطناعي لتعزيز عمليات التجسس والهجمات السيبرانية، فقد لوحظ أن قراصنة روس يجربون برمجيات خبيثة مدعومة بالذكاء الاصطناعي في هجماتهم على أوكرانيا.
تطبيقات تُنتج مقاطع مُضللة
وتتيح تطبيقات مثل «Sora» من «OpenAI» إنشاء مقاطع فيديو مضللة، مثل مشاهير يروجون لاستثمارات وهمية أو مشاهد تُظهر أطفالاً في خطر، مما يعزز عمليات الاحتيال، كما تستهدف الهجمات بشكل متزايد البنية التحتية الحيوية والشركات المالية، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي والأمني.
هل سيتم اكتشاف الثغرات
ويعمل قادة الأمن السيبراني على مواجهة هذه التهديدات باستخدام الذكاء الاصطناعي لصالحهم، فقد أشار تقرير «Deep Instinct» إلى أن أكثر من 80% من الشركات الكبرى تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز دفاعاتها السيبرانية، فعلى سبيل المثال، ساعدت الأتمتة إحدى شركات تصنيع النقل في تقليص وقت استجابتها للهجمات من ثلاثة أسابيع إلى 19 دقيقة فقط، وفقاً لـويندي ويتمور، رئيسة قسم استخبارات الأمن في «Palo Alto Networks».
يأتي ذلك فيما تتوقع المديرة السابقة لوكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية جين إيسترلي، أن الأنظمة السيبرانية المستقلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستتمكن قريباً من اكتشاف الثغرات وصد الاختراقات في غضون ميلي ثوان، مع التعلم من كل هجوم لتحسين الأداء المستقبلي، وأضافت: «إذا نجحنا في ذلك، يمكننا قلب الطاولة لصالح المدافعين.».
أخبار ذات صلة
