أكد عدد من أبطال الجاليات في تحدي القراءة العربي 2025، أن المبادرة جسر حضاري يربط الطلبة العرب في الغرب بجذورهم وأصولهم في عالمهم العربي، ويمنحهم فرصة لاكتشاف جمال لغتهم الأم، واستعادة ارتباطهم بالهوية والثقافة العربية.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن الأمهات يشكّلن القلب النابض وراء نجاح الأبناء في تحدي القراءة العربي، وهنّ السر الحقيقي في الحفاظ على لغة الضاد داخل البيوت العربية في المهجر. فبين ازدحام اللغات والثقافات تبقى الأم العربية حارسة الذاكرة والهوية، تزرع في أبنائها حب الكلمة الأولى، وتغرس فيهم الانتماء من خلال القصص والحوارات اليومية باللغة العربية.

وتفصيلاً، قال المشاركون: جنات أركان محمد الرميمة (الصين)، ويارا موسى عيد (نيوزيلندا)، وزيد سرحان (فرنسا): «لم يكن تحدي القراءة العربي يوماً، مجرد مسابقة معرفية تهدف إلى زيادة عدد الكتب المقروءة، بل مشروعاً حضارياً وإنسانياً يعيد الاعتبار للغة العربية بوصفها وعاء للهوية ومنارة للمعرفة».

وأضافوا: «في المجتمعات الغربية، حيث يعيش ملايين العرب في بيئات متعددة اللغات والثقافات، تحوّل التحدي إلى رافعة ثقافية تحفظ لغة الضاد في وجدان الأجيال الجديدة، وتمنحهم وسيلة للتعبير عن انتمائهم بثقة وفخر».

وأشاروا إلى أن المشاركة في التحدي لم تكن مجرد منافسة قرائية، بل رحلة وجدانية ومعرفية أعادت إليهم صوت الحكايات الأولى ودفء اللغة التي تجمعهم بأوطانهم، مؤكدين أن الكتاب العربي أصبح بالنسبة لهم نافذة يطلّون منها على تاريخهم، ومرآة تعكس انتماءهم وفخرهم بلغة الضاد.

أعاد للغة العربية مكانتها

ويرى كل من: رغد محمد زياد دودي (هولندا)، ومحمد مافونغال (الهند)، وسندس الهندي (إيرلندا)، أن تحدي القراءة العربي أعاد للغة العربية مكانتها ورفعتها في الدول الغربية، وجعلها حاضرة في أذهان الأجيال الجديدة، بصفته لغةً حية تعكس الثقافة والقيم والهوية العربية. وأكدوا أن المشاركة في التحدي لم تقتصر على اكتساب مهارات القراءة فقط، بل كانت رحلة تعزيز الانتماء والاعتزاز بالهوية، حيث أصبحت اللغة العربية بالنسبة لهم وسيلة للتواصل مع جذورهم، والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بحرية وفخر، ما يعكس دور المبادرة في إحياء العربية وتعميق الارتباط بها في المجتمعات الغربية.

تمكين الأبناء من اللغة

وقالوا إن الأمهات تلعب دوراً محورياً في تمكين أبنائهم من اللغة العربية، وتعزيز عادة المطالعة لديهم، معتبرين أن هذا الدور هو الضمانة الحقيقية للحفاظ على الهوية والانتماء لوطنهم العربي، الذي يمثل جذورهم وأصلهم الثقافي. وأوضحوا أن الأم في المهجر ليست مجرد مشجعة، بل مربية لغوية وموجهة فكرية، تغرس في أبنائها حب الكلمة والقراءة اليومية، وتحرص على أن تبقى العربية حاضرة في حياتهم، لتشكل لهم جسراً يربطهم بأصولهم الثقافية، ويؤكد ارتباطهم بوطنهم الأم مهما بعدت المسافات.

تحديات متزايدة للغة الضاد

أما تيم العليوي (لوكسمبورغ)، ونوار موعد (النرويج)، وبراء رضوان الزعيم (البرازيل)، فأكدوا أن اللغة العربية في المهجر تواجه تحديات متزايدة، أبرزها تراجع استخدامها اليومي أمام لغات المجتمعات المضيفة، ومع ذلك، استطاع تحدي القراءة العربي أن يحوّل هذا التحدي إلى فرصة لإحياء اللغة من خلال مبادرة تفاعلية تربط الأطفال بعالمهم الثقافي، وتمنحهم شغف الاكتشاف والتعبير. وقال: «عندما نقرأ بالعربية، نشعر بأننا نسمع صوت جداتنا ونشم رائحة أوطاننا، فالقراءة بالعربية لم تعد مجرد واجب دراسي، بل رحلة وجدانية عميقة نحو الذات والانتماء الثقافي، تعيد لأبناء الجاليات العربية جذورهم وتغرس فيهم حب اللغة الأم واعتزازهم بهويتهم العربية، لتصبح كل صفحة مكتوبة بالعربية نافذة تطلّ من خلالها أرواحنا على أصالة تراثنا وغنى ثقافتنا.

مستويات متقدمة

وقالت خديجة الحوسني، محكم من وزارة التربية والتعليم: «إن تقييم مستوى أبناء الجاليات العربية في المهجر أظهر مستويات متقدمة في القراءة والفهم والتحليل، مشيرة إلى أن الطلبة تمكنوا من التعبير عن أفكارهم وآرائهم بالعربية بطلاقة ووضوح، رغم التحديات التي يواجهونها في بيئات متعددة اللغات».

وأوضحت أن هذه الفئة من الطلبة تمتلك قدرة فريدة على الموازنة بين لغتهم الأم ولغات المجتمعات المضيفة، ما يجعل مشاركتهم في التحدي تجربة غنية تعكس انتماءهم الثقافي وقوة هويتهم العربية، إضافة إلى تعزيز مهاراتهم الأكاديمية والشخصية.

وقالت إن المنافسة هذا العام اتسمت بالجدية والحماسة، ما دفع الطلبة إلى تقديم أفضل ما لديهم من قدرات لغوية ومعرفية، سواء على مستوى التحليل أو الفهم أو التعبير الشفهي والكتابي.

وأكدت أن الطلبة أظهروا وعياً ملحوظاً بأهمية اللغة العربية، ليس فقط كوسيلة للتواصل، بل كحامل للهوية والقيم الثقافية. ولفتت إلى أن القدرة على الربط بين القراءة والواقع المعاش، وفهم الرسائل الإنسانية والأخلاقية في النصوص، كانت من أبرز مؤشرات النجاح التي لاحظها المحكمون خلال مراحل التصفيات.

وأكدت أن مبادرة تحدي القراءة العربي ليست مجرد اختبار للمهارات اللغوية، بل فرصة لتعزيز الإدراك الذاتي لدى الطلبة، وتنمية قدرتهم على التفكير النقدي، والانفتاح على الثقافات الأخرى مع الحفاظ على هويتهم العربية الأصيلة.

خديجة الحوسني:

• أبناء الجاليات.. مستويات متقدمة وإبداع لغوي.

شاركها.