في قفزة علمية قد تغير قواعد مكافحة السرطان، أعلن باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا عن تطوير خوارزمية ذكاء اصطناعي ثورية قادرة على اكتشاف الخلايا السرطانية النادرة وسط ملايين الخلايا الدموية في غضون 10 دقائق فقط، محققة دقة غير مسبوقة بنسبة 98.7%.

ويعد هذا الإنجاز العملي الذي نُشر في مجلة «نيتشر» خطوة تاريخية في «الخزعة السائلة»، ويَعِد بتحسين تشخيص السرطان المبكر وإنقاذ ملايين الأرواح حول العالم.

وطورت الدراسة، التي قادتها فرق من كلية فيتيربي للهندسة وكلية دورنسيف للآداب والعلوم والفنون، خوارزمية تعتمد على التعلم العميق لتحليل صور مجهرية عالية الدقة لعيّنات الدم، مما يسمح بتحديد الخلايا السرطانية المنتشرة التي تُشكل أقل من 0.0001% من خلايا الدم.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة عن التقنية الجديدة الدكتور بيتر كوين: «كأنك تبحث عن إبرة في كومة قش، لكن الذكاء الاصطناعي يجدها في دقائق» موضحاً أن التقنية تُقلل وقت التحليل من ساعات أو أيام إلى 10 دقائق فقط، مع تقليص التكاليف بنسبة 60% مقارنة بالأنظمة التقليدية.

وتدمج الخوارزمية، التي دُربت على عينات من 1200 مريض بسرطان الرئة والثدي، مع أجهزة محمولة مثل «Lab on a Chip»، ما يجعلها قابلة للاستخدام في المستشفيات الصغيرة أو المناطق النائية، ما يجعل هذا الإنجاز يُعزز الطب الشخصي، إذ يمكن للأطباء تتبع انتشار السرطان وتقييم فعالية العلاج بسرعة ودقة أعلى.

وأضاف كوين: «هذه التقنية ليست مجرد أداة، بل أمل لملايين المرضى»، مشيراً إلى أن التشخيص المبكر يمكن أن يرفع معدلات البقاء بنسبة تصل إلى 90% لبعض أنواع السرطان.

تسخير الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية

وتأتي الدراسة وسط جهود عالمية لتسخير الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، حيث تُشير تقارير «ماكينزي» إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يوفر 180 مليار دولار سنوياً في تكاليف التشخيص بحلول 2030، ومع ذلك، يواجه التطبيق تحديات، مثل الحاجة إلى موافقات تنظيمية من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية والتكامل مع الأنظمة الصحية العالمية.

ويخطط الباحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا لتجارب سريرية موسعة في 2026، مع توقعات بأن تصل التقنية إلى السوق بحلول 2027، ما يجعل هذا الاكتشاف يُعزز مكانة الولايات المتحدة كرائدة في الطب المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.