أكدت مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، منى عبدالكريم اليافعي، أن تمكين الأفراد من أصحاب الهمم يتطلب منظومة متكاملة من السياسات والبرامج والممارسات التي تضمن مشاركتهم الفاعلة والمتساوية في المجتمع، وتُعنى بتوفير فرص كريمة لتحقيق الاستقلالية والاعتماد على الذات من خلال تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية والمهنية والاجتماعية، وتعزيز كرامتهم ومواطنتهم في بيئة دامجة.

وشددت على أن التمكين الحقيقي لا يكتمل من دون التركيز على التعليم والتدريب والتأهيل المهني والتشغيل، ضمن بيئة تحترم الحقوق وتكفل الحياة الكريمة، موضحة أن من أهم ركائزه الاهتمام الدولي والإقليمي والمحلي المتزايد ببرامج التأهيل، وتوسيع استخدام التكنولوجيا المساندة وتوفير التدريب عليها، إلى جانب تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة في اتخاذ القرارات التي تخص حقوقهم وتعليمهم.

وأوضحت اليافعي لـ«الإمارات اليوم»، أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تعمل على تطوير مهارات متنوعة لدى أصحاب الهمم وفقاً للفئات العمرية، فبينما يتم تدريب الشباب والكبار على مهارات المناصرة الذاتية، واتخاذ القرار، والتخطيط، واستخدام التكنولوجيا، والمشاركة في سوق العمل، تُركّز البرامج الموجهة للأطفال على التعليم، وتنمية مهارات التواصل، والتنظيم، وإدارة الوقت، إضافة إلى دعم الأسر ومساعدتها على التكيف ومواكبة التحديات.

وأكدت أن المدينة تقدم برامج تدريبية متخصصة تشمل الدعم النفسي، وجلسات الإرشاد الأسري، والاستعداد المدرسي، وتمكين الأسر من خلال المشاريع المنزلية، بما يعزز قدرتهم على التعامل الفعال مع أبنائهم وتوفير بيئة داعمة لنموهم، وأشارت إلى أن المدينة تحقق قصص نجاح واقعية لمنتسبيها الذين أصبحوا مستقلين أو موظفين، سواء داخل المدينة أو خارجها.

وقالت: «نعمل باستمرار على تمكين أصحاب الهمم وتدريبهم على المهارات اللازمة للحصول على فرص عمل مناسبة، ونوفر لهم الدعم اللازم لتحقيق استقلالهم المالي».

وأشارت إلى أن قسم التوظيف في مركز مسارات للتطوير والتمكين التابع للمدينة يقوم بدور محوري في تمكين أصحاب الهمم اقتصادياً من خلال ضمان فرص عمل متكافئة وعدم التمييز في التوظيف والتدريب، مع التركيز على الاستدامة والتطوير الوظيفي.

وأشارت إلى أن المدينة لا تكتفي بدعوة المؤسسات لتوظيف أصحاب الهمم، بل تُجسّد هذه الدعوة على أرض الواقع من خلال توظيف 70 شخصاً من أصحاب الهمم في مختلف أقسامها وفروعها، وتوفر لهم بيئة عمل ملائمة لدعمهم في تحقيق أهدافهم.

أما عن مجالات العمل التي يشغلها أصحاب الهمم، فتشمل: إدخال البيانات، الاستقبال، الرد على المكالمات، الأعمال الميدانية، مساعد معلم في مراكز ومدارس وحضانات، إضافة إلى وظائف في قطاع الفنادق والمطاعم.

وقالت اليافعي إن تنظيم هذا الحدث للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يمثل محطة تاريخية، حيث يُعد الأبرز لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية، التي تنظّم المؤتمر كل أربع سنوات منذ عام 1963، وقد جاب في دوراته السابقة عدداً من دول العالم.

من جانبها، أكدت الأخصائية النفسية في مركز مسارات للتطوير والتمكين التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، سارة محمد غلوم، أن مشاركتها في المؤتمر العالمي «نحن الاحتواء 2025» تمثّل فرصة ثمينة لنشر التجارب وتوسيع دائرة الوعي، بما يتيح للمتخصصين تبني أساليب علاجية فعالة كالعلاج المعرفي السلوكي، وتطبيقها مع أصحاب الهمم بما يعود بالنفع على شريحة أوسع من المستفيدين.

وأشادت بالدعم الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات لأصحاب الهمم من خلال تشريعات وقوانين متقدمة تضمن حقوقهم، وتوفر خدمات مصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم، مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والدمج المجتمعي، والحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل وتيسير الوصول إلى المباني والخدمات العامة.

سارة محمد:

• الإمارات تضمن الحقوق والرعاية والفرص المتساوية لأصحاب الهمم في مختلف المجالات.

منى اليافعي:

• دولة الإمارات توفر تشريعات وقوانين متقدمة تضمن حقوق أصحاب الهمم، وتوفر خدمات مصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم.

شاركها.