Published On 3/9/2025
|
آخر تحديث: 09:56 (توقيت مكة)
كشف تقرير صادر عن “المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود” أن شبكات إجرامية من البلقان الغربي، التي تُعد من أبرز مهربي الكوكايين في أوروبا، باتت ترسّخ وجودها في غرب أفريقيا، في مؤشر على تنامي أهمية المنطقة كممر رئيسي لتهريب المخدرات من أميركا اللاتينية إلى الاتحاد الأوروبي.
ويأتي هذا التوسع في ظل ارتفاع الطلب الأوروبي على الكوكايين، وتشديد الرقابة على الطرق المباشرة من أميركا اللاتينية، إلى جانب التوسع الكبير في الموانئ البحرية في دول غرب أفريقيا، مما دفع المهربين منذ سنوات إلى تكثيف نشاطهم عبر السنغال وسيراليون وغامبيا وغينيا بيساو والرأس الأخضر.
ورغم هذا النشاط، فإن تأثير الشبكات الناطقة بالألبانية واللغات السلافية في المنطقة ظل غير واضح حتى الآن.
وبحسب التقرير الذي نُشر الثلاثاء، فإن هذه الجماعات الإجرامية باتت تحظى بمكانة متقدمة عالميا، وتُعد من أبرز الشبكات المتورطة في تجارة الكوكايين داخل أوروبا، وقد استفادت هذه الشبكات من تحالفات مع جماعات إجرامية هولندية، ومع جماعة “القيادة الأولى للعاصمة” البرازيلية المعروفة اختصارًا بـ “بي سي سي”، لتعزيز حضورها عبر سلسلة الإمداد.
وقال ساشا غورديفيتش، أحد المشاركين في إعداد التقرير وكبير المحللين في المبادرة إن “التحالف بين شبكات البلقان الغربي وبي سي سي يُعد على الأرجح الأهم حاليا في تهريب الكوكايين إلى أوروبا”، ودعا التقرير -الذي حظي بدعم جزئي من الحكومة البريطانية- إلى تعزيز التعاون العابر للقارات بين أجهزة إنفاذ القانون وسلطات الموانئ والجهات المعنية الأخرى، لمواجهة توسع طرق تهريب المخدرات.
كما شدد على ضرورة تحسين جمع البيانات واستهداف الوسطاء في هذه التجارة بشكل أكثر ذكاء.

وقالت لوسيا بيرد رويز-بينيتيز دي لوغو، مديرة مرصد الاقتصاديات غير المشروعة في غرب أفريقيا التابع للمبادرة “هذه الجماعات تُعد من أكثر شبكات الجريمة المنظمة تطورا في العالم وليسوا لاعبين هامشيين”.
وأضافت “لقد ارتبطت هذه الشبكات العالمية الكبرى بأعمال عنف في أوروبا، ومع تزايد تدفق هذه الجماعات المتطورة والعنيفة إلى غرب أفريقيا، فإن ذلك يُشكل تهديدًا حقيقيًا من حيث الاستقرار والأمن”.
وفي تقرير له عن تجارة المخدرات في موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، صدر العام الماضي، قال مكتب الأمم المتحدة المعني بتجارة المخدرات والجريمة إن منطقة الساحل بغرب أفريقيا أصبحت معقلا للشبكات العاملة في تجارة المخدرات التي تعمل على تهديد السلام والاستقرار.