أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب جدلاً واسعاً، بقراره نقل اللوحات الرسمية للرئيسين السابقين باراك أوباما (الرئيس الـ44) وجورج دبليو بوش (الرئيس الـ43) إلى مكان أقل بروزاً في البيت الأبيض، وتحديداً إلى الدرج الكبير المؤدي إلى الإقامة الرئاسية، وهي منطقة مقيدة الوصول للزوار ولا يمكن للجمهور رؤيتها.

وجاء هذا القرار بعد أن استبدل ترمب صورة أوباما في الردهة الرئيسية بلوحة تصور لحظة نجاته من محاولة اغتيال في يوليو 2024 خلال تجمع انتخابي في بتلر، بنسلفانيا، حيث رفع قبضته مردداً عبارة «قاتل، قاتل، قاتل!».

ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، أمر ترمب طاقم البيت الأبيض بنقل صورة أوباما، التي رُسمت بواسطة الفنان روبرت ماكوردي وعُرضت عام 2022، إلى أعلى الدرج الكبير، بينما نُقلت صور جورج دبليو بوش ووالده جورج هـ. دبليو بوش إلى نفس المنطقة المقيدة، في خطوة خرقت التقليد الراسخ في البيت الأبيض، الذي ينص على عرض صور الرؤساء السابقين الأحدث في الردهة الرئيسية، حيث يمكن للزوار والضيوف الرسميين رؤيتها خلال الجولات أو المناسبات.

اللوحة الجديدة لترمب، التي حلت محل صورة أوباما، رسمها الفنان مارك ليب وتبرع بها أندرو بولوك عبر معرض بلو غاليري في فلوريدا، وتُظهر اللوحة ترمب في لحظة دراماتيكية عقب محاولة الاغتيال، وهي الصورة التي أصبحت رمزاً لحملته الانتخابية الناجحة لولايته الثانية.

وأعلن البيت الأبيض التغيير عبر منشور على منصة «إكس»، مصحوباً بتعليق: «عمل فني جديد في البيت الأبيض» مع رمز تعبيري للعينين، ولم يصدر تعليق رسمي من مكتب الرئيس السابق أوباما حول هذا القرار، بينما اعتبرت مصادر مقربة من إدارة ترمب أن هذا التغيير يعكس رؤية الرئيس لتجديد ديكور البيت الأبيض.

في المقابل، أثارت الخطوة انتقادات واسعة، إذ اعتبرها البعض إهانة للرؤساء السابقين وخرقاً للتقاليد، خصوصاً في ظل التوترات الطويلة بين ترمب وكل من أوباما وبوش، فقد اتهم ترمب أوباما في يوليو 2025 بـ«الخيانة» في سياق تحقيقات حول تدخل روسيا في انتخابات 2016، بينما وصف جورج دبليو بوش بأنه «رئيس فاشل وغير ملهم»، وكان والده جورج هـ. دبليو بوش قد دعم هيلاري كلينتون في انتخابات 2016.

وبدأ تقليد عرض الصور الرسمية للرؤساء السابقين في البيت الأبيض بشكل منظم في ستينات القرن الماضي بجهود السيدة الأولى جاكلين كينيدي، وتتولى جمعية البيت الأبيض التاريخية تمويل هذه الصور، وعادةً ما يستضيف الرئيس الحالي سلفه في احتفال رسمي للكشف عن الصورة، كما فعل أوباما مع جورج دبليو بوش عام 2012، وجو بايدن مع أوباما عام 2022، لكن ترمب، خلال ولايته الأولى (2017-2021)، لم يستضف أوباما للكشف عن صورته، وهو ما أرجعه البعض إلى قرار متبادل بين الطرفين بسبب التوترات السياسية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها ترمب في ترتيب الصور الرئاسية، وخلال ولايته الأولى، استبدل صور بيل كلينتون وجورج دبليو بوش بلوحات للرئيسين ويليام ماكينلي وثيودور روزفلت في الردهة الرئيسية، كما أثار جدلاً في مارس الماضي بمطالبته بإزالة لوحة له في مبنى الكابيتول في كولورادو، واصفاً إياها بأنها «مشوهة عمداً».

أخبار ذات صلة

 

شاركها.