|

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية حالة التقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى، وسط انتقادات متصاعدة لأداء رئيس الحكومة  بنيامين نتنياهو، واتهامات له بالتخلي عن أوراق التفاوض الرئيسية، في وقت تؤكد استطلاعات الرأي دعم الجمهور الإسرائيلي لاتفاق شامل ينهي الحرب ويستعيد جميع الأسرى من قطاع غزة.

ورأت دانا فايس، محللة الشؤون السياسية في القناة الـ12 الإسرائيلية، أن هناك شعورا متزايدا بإمكانية التوصل إلى اتفاق، مشيرة إلى أن نتنياهو أبلغ البابا خلال مكالمة هاتفية بأن الصفقة باتت قريبة، رغم ما وصفته بصعوبة المفاوضات، مؤكدة أن الاتجاه العام يبقى إيجابيا.

من جانبها، أوضحت دفنا ليئيل، محللة الشؤون السياسية في القناة ذاتها، أن رئيس الحكومة اجتاز بنجاح الدورة البرلمانية الحالية، وسيدخل في عطلة لـ3 أشهر، وهي فترة وصفتها بأنها الأنسب له لبلورة صفقة، حتى لو غادر شركاؤه في اليمين المتطرف الحكومة بشكل مؤقت.

واعتبرت ليئيل أن أمام وزيري الأمن القومي والمالية، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، متسعا من الوقت للمناورة والعودة لاحقا إلى الحكومة قبل انطلاق الدورة الشتوية للكنيست، مما يخفف الضغط على نتنياهو ويسمح له بالمضي في خيار التهدئة.

تلاعب نتنياهو

بدوره، أشار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق عاموس يدلين إلى أن نتنياهو تلقى خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن رسالة حاسمة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تطالبه بإنهاء الحرب، لكنه طلب تأجيل الإعلان عن ذلك تفاديا لانهيار حكومته أثناء وجوده في الخارج.

وذهب دافيد فيرتهايم، المحرر في موقع “والا” الإسرائيلي، إلى أن نتنياهو يواصل لعبته السياسية المعتادة، واعدا ترامب بتوقيع وشيك على الاتفاق، بينما يبعث رسائل تطمينية لسموتريتش وبن غفير مفادها أنه ملتزم بخططهم، ثم يُظهر غضبه حيال الجيش بسبب تأخير تنفيذ تلك الخطط.

وبنبرة أكثر تشاؤما، قال أمنون أبراموفيتش، محلل الشؤون السياسية في القناة الـ12، إن الصفقة المحتملة ستكون جزئية على الأرجح، مؤكدا أن الروايات الإسرائيلية والغربية لحركة حماس تتباين؛ إذ يتعهد نتنياهو للوزراء المتطرفين بالعودة للقتال بعد 60 يوما، بينما تتعهد الوساطات الدولية لحماس بمواصلة التهدئة.

وانتقد أبراموفيتش الحرب الجارية بوصفها عبثية، واستعاد قولا لأحد الجنرالات السابقين بأن مناقشات الجيش تتمحور حول “الاقتصاد في الذخيرة” وتغفل “الاقتصاد في الجنود” الذين يسقطون بين قتيل وجريح ومنتحر، داعيا لإنهاء الحرب مع بقاء حماس هدفا طويل الأمد.

أوراق الضغط

وفي السياق ذاته، أكد يوسي يهوشوع، محلل الشؤون العسكرية في قناة i24، أن إسرائيل لم يعد لديها ما تقدمه في المفاوضات، متسائلا عن المكاسب المتبقية بعد عجزها عن القضاء على حماس أو إنجاز صفقة شاملة، وقال إن الحكومة ستكتفي بإعادة نصف الأسرى وتتنازل عن محاور أمنية مهمة.

وأضاف يهوشوع أن إسرائيل فقدت معظم أوراق الضغط، مما يصعّب على الجيش خوض جولة قتال جديدة بعد توقيع الصفقة، محذرا من أن الوضع الحالي يمثل نهاية للمكاسب العسكرية وعودة محتملة إلى مربع المراوحة.

وفي محاولة للرد على هذه الانتقادات، أكد نتنياهو أن أغلبية الرأي العام تؤيد الصفقة، لكنه اتهم وسائل الإعلام بتضليل الجمهور من خلال استطلاعات رأي موجهة، زاعما أنها لا تعكس التساؤلات الحقيقية بشأن مستقبل حماس بعد إطلاق سراح الأسرى.

غير أن القناة الـ13 نفت صحة هذه المزاعم، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي أجراها خبراء مستقلون وأظهرت دعما واسعا يتجاوز 71% لصفقة شاملة تنهي الحرب وتستعيد الأسرى، مقابل 13% فقط يفضلون استمرار المعركة في قطاع غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 199 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

شاركها.