|

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن إسرائيل لا تريد السلام ولا الاستقرار في المنطقة، وحذر من مغبة عدم لجم الإستراتيجية الهجومية الإسرائيلية.

وأكد فيدان خلال كلمة ألقاها مساء الأربعاء، في جلسة طارئة لمجس الأمن الدولي، لبحث الأوضاع الإنسانية بغزة، أن إسرائيل تواصل ارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في الوقت الذي تنعقد فيه جلسات مجلس الأمن.

وقال وزير الخارجية التركي إنه “لم يبقَ مبدأ واحد من مبادئ القانون الإنساني الدولي دون انتهاك من جانب إسرائيل”، مؤكدا أن دولة الاحتلال تستخدم الجوع سلاحا في حربها ضد الفلسطينيين بغزة.

وأضاف “لا داعي للمراوغة في الكلام. لنواجه الحقيقة. بعد 80 عامًا، يشهد العالم مجددًا عودة معسكرات الاعتقال. هناك حملة إبادة جارية ضد شعب بأكمله”.

وأشار فيدان إلى أن آلة الحرب الإسرائيلية لا تزال تستهدف الأطفال الذين يحاولون الحصول على الماء لعائلاتهم والأمهات اللواتي يبحثن عن الطعام لأطفالهن.

وتابع “هذه آلة تتغذى على الكراهية وعلى الإفلات من العقاب، كما تتغذى على الدعم غير المشروط من البعض”.

وأكد فيدان ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وقال إن الطريقة الوحيدة الفعالة لإيصال المساعدات هي عبر الأمم المتحدة.

وقال فيدان “يجب إيصال المساعدات عبر جميع المعابر القائمة، في إطار القانون الدولي الإنساني وبالتنسيق الكامل مع الأمم المتحدة، وفي الوقت المناسب وبطريقة كافية، ودون أي عوائق”. وتابع “يجب حماية المبادئ الأساسية للمساعدات الإنسانية المتمثلة بالإنسانية والحياد وعدم التمييز والاستقلالية”.

وأشار إلى أن الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة لا يزال أمرا حاسما لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.

إستراتيجية عدوانية

وأكد وزير الخارجية التركي أن إسرائيل تحاول تنفيذ إستراتيجيتها العدوانية في لبنان وسوريا وإيران وليس في فلسطين فحسب.

وحذر من أنه إذا لم يتم احتواء الإستراتيجية الهجومية الإسرائيلية، فإن المنطقة برمتها تواجه خطر توسع عدم الاستقرار.

وتابع “هذا بالضبط ما يحدث في سوريا، فالعدوان الإسرائيلي يهدد السلام الهش الذي حققه الشعب السوري بتكلفة باهظة”.

وانتقد فيدان تعاطي مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة مع حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، وقال “هناك حقيقة واضحة للغاية: إن مجلس الأمن الدولي لم يكتف بتخييب آمال سكان غزة فقط بل أصاب أيضا الكرامة الإنسانية بخيبة أمل”.

وشدد على أن مجلس الأمن تخلى حتى عن القيم والمبادئ التي تقوم عليها الأمم المتحدة.

وأشار فيدان إلى أن الأزمة في غزة لم تعد حالة طوارئ إنسانية، بل باتت بمثابة اختبار عميق لإنسانيتنا الجماعية، إما أن نجتاز هذا الاختبار معا أو نفشل معا.

وختم وزير الخارجية التركي خطابه بالقول “ما يجب فعله واضح: وقف آلة الحرب الإسرائيلية، وقف الإفلات من العقاب، وقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتجديد الالتزام بحل الدولتين”.

شاركها.