أفادت شركة تاتا للخدمات الاستشارية العالمية (تي سي إس)، بأن نهج دبي الاستباقي في وضع اللوائح والأنظمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وفّر بيئة ابتكارية مزدهرة للشركات التي تعمل في الأسواق المحلية.
وأوضحت في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، أن الإمارات تُعدّ مثالاً ونموذجاً يحتذى في مجال التنقل الكهربائي، وأن الدولة تسهم في إرساء معايير جديدة للمنطقة في اعتماد التحول للمركبات الكهربائية، لافتة إلى أن انتشار التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي في المركبات سيكون داعماً قوياً للتوسع في المركبات الكهربائية وذاتية القيادة، في الفترة المقبلة، وأنه من المحتمل أن تصبح السيارات الكهربائية ذاتية القيادة.
وتفصيلاً، قال الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط في شركة تاتا للخدمات الاستشارية (تي سي إس)، سومانتا روي، إن «دولة الإمارات تُعدّ مثالاً ونموذجاً يُحتذى في مجال التنقل الكهربائي، إذ يشهد هذا القطاع تطوراً سريعاً واستراتيجياً، بدءاً من تطوير البنية التحتية، وصولاً إلى الحوافز الحكومية التي شملت العديد من المبادرات الداعمة، مثل إعفاءات من بعض الرسوم، وتوفير مواقف مجانية للمركبات الكهربائية في العديد من المناطق»، معتبراً أن «تلك الخطوات لم تكن مجرد حوافز، بل أدوات فعالة لتمكين التغيير في قطاع التنقل».
وأضاف أن «قطاع التنقل العالمي يشهد تحولاً محورياً، حيث باتت الاستدامة والتحول الكهربائي في صلب هذا التغيير، ويتجه المستهلكون والشركات على حد سواء، نحو اعتماد المركبات الكهربائية، ليس فقط بناء على فوائدها البيئية، بل أيضاً لكفاءتها وأدائها على المدى الطويل. وفي الإمارات يتماشى هذا التحول مع طموحات الدولة لتحقيق الحياد الكربوني، وخارطة الطريق المستقبلية نحو المركبات الخضراء والتنقل الذكي».
وأكد روي «أننا نؤمن بأن دولة الإمارات تتطلع ليس إلى تحقيق التحول الكهربائي من خلال اعتماد المركبات الكهربائية فقط، بل تُسهم في إرساء معايير جديدة للمنطقة بأسرها»، لافتاً إلى أنه «انطلاقاً من طموحات دولة الإمارات وتركيزها على الاستدامة واعتماد المركبات الكهربائية، من المتوقع وفقاً للعديد من المؤشرات أن تكون واحدة من كل أربع سيارات، كهربائية خلال العقد المقبل».
وأوضح أن «الذكاء الاصطناعي يكتسب أهمية خاصة، باعتباره محركاً رئيساً للتحول في مجال التنقل المستدام، إذ يتيح تحسين إدارة حركة المرور، وترشيد استخدام البطاريات، والصيانة التنبئية على مستوى العالم»، مضيفاً أن «من أبرز المجالات المعتمدة على التقنيات الذكية، القيادة الذاتية، إذ تستخدم – من خلال نموذج التحقق الافتراضي للمركبات – تقنية (التوأم الرقمي)، وهو نسخة افتراضية من المركبة، لمحاكاة الظروف الواقعية. ويتيح ذلك اختبار قدرات القيادة الذاتية، مثل دمج الحساسات، واتخاذ القرار، وتخطيط المسار بشكل سريع ودقيق».
وأكد أن «دبي تُعدّ – برؤيتها المتقدمة وطموحاتها في مجال المدن الذكية – بيئة مثالية لاختبار هذه التقنيات المرتبطة بالسيارات الذكية ذاتية القيادة، ومن المحتمل أن تصبح السيارات الكهربائية ذاتية القيادة، واقعاً على الطرق المحلية في الإمارات في وقت أقرب مما يُتوقع».
وأشار روي إلى أن «الشركة تتيح تقنيات وأنظمة التنقل الكهربائي في أكثر من 75 دولة، وتُقدّم من خلالها حلولاً متخصصة تشمل منصات المركبات المتصلة، وتخطيط المسارات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتحليلات محطات الشحن الذكية، وتعمل شريكاً تقنياً عالمياً لصناعة السيارات، وتمكين شركات تصنيع السيارات، مثل جاكوار لاند روفر، من خلال ابتكارات رقمية تسهم في تسريع رحلة تحولها نحو التنقل الكهربائي».
وقال سومانتا روي، إن «نهج دبي الاستباقي على مستوى اللوائح الناظمة للذكاء الاصطناعي، أسهم في توفير بيئة مزدهرة للابتكار للعديد من الشركات، وهو ما أتاح لشركات مثل تاتا للخدمات الاستشارية، تحقيق تطورات مجدية عبر مختلف القطاعات. ونجحت الشركة في ترسيخ وجودها والانخراط في عدد من المشاريع القائمة على الذكاء الاصطناعي، بدءاً من حلول إدارة المدن الذكية التي تعمل على تحسين انسيابية حركة المرور، وكفاءة استخدام الطاقة، وصولاً إلى منصات خدمة العملاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تعزز تجربة المستخدم، إضافة إلى مجالات حيوية مثل الكشف عن الاحتيال في المؤسسات المالية، وأبحاث وتطوير المركبات ذاتية القيادة».
وأشار إلى أن «منظومة الأعمال في دبي تمتاز بديناميكية عالية قائمة على الابتكار، ما يجعلها بيئة مثالية لدعم التوسع العالمي للعديد من الشركات. وقد أتاح لنا وجودنا في مدينة دبي للإنترنت، الوصول إلى بنية تحتية عالمية المستوى، وقوى عاملة عالية الكفاءة، وشبكة نشطة من الشركات الناشئة، والشركات الحاضنة، ومسرّعات الأعمال، وجميع هذه العوامل الأساسية أسهمت في دفع نمونا».
واعتبر أن «دبي تتميز بكونها وجهة جاذبة للشركات العالمية في قطاعات تقنية مختلفة، مثل شركة تاتا للخدمات الاستشارية المختصة في الخدمات التكنولوجية وحلول الاستشارات التي تُعدّ جزءاً من مجموعة (تاتا) العالمية متعددة الجنسيات».
سوق استراتيجية
قال الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط في شركة تاتا للخدمات الاستشارية (تي سي إس)، سومانتا روي: «تُعدّ الإمارات سوقاً استراتيجية لتحقيق مسيرة نمو الشركة، ونحن ملتزمون بتعزيز وجودنا في مختلف القطاعات الحيوية. وتشمل مجالات التركيز الأساسية لدينا: التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي والتحليلات، والأمن السيبراني، والحوسبة السحابية، والمدن الذكية، والتنقل المستدام».