كشف تقرير صادر عن المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن قطاع السياحة والسفر في دولة الإمارات سجل أداء استثنائياً خلال عام 2024، حيث ارتفع إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي للدولة ليصل إلى 257.3 مليار درهم (70.1 مليار دولار)، أي ما يُمثّل 13% من الاقتصاد الوطني، بنسبة زيادة وصلت إلى 3.2%، مقارنة بعام 2023، و26% مقارنة بعام 2019 ما قبل الجائحة، وهي من ضمن أعلى المعدلات من حيث إسهام السياحة في تعزيز النمو الاقتصادي إقليمياً وعالمياً.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تدوينة على منصة «إكس»، أمس: «في مؤشر جديد على قوة وتنوع اقتصادنا الوطني.. أشار تقرير المجلس العالمي للسفر والسياحة إلى إنجازات استثنائية لقطاع السياحة الإماراتي، حيث بلغ إجمالي إنفاق السياح الدوليين أكثر من 217 مليار درهم خلال العام السابق، إضافة إلى إنفاق سياحي محلي بلغ 57 مليار درهم. دولة الإمارات واحدة من ضمن أعلى سبع وجهات عالمية في الإنفاق الدولي للسياح، متفوقة على دول سبقتنا في هذا المجال بمئات السنين».
وأضاف سموه: «نرحب بالسائح، ونسعد بالمستثمر، ونحتضن المواهب، ونبني أفضل بيئة للحياة والسياحة والزيارة.. أهلاً بالعالم».
وفي هذا الصدد، أكد وزير الاقتصاد والسياحة رئيس مجلس الإمارات للسياحة، عبدالله بن طوق المري، أن دولة الإمارات أولت اهتماماً كبيراً بقطاع السياحة باعتباره مساهماً أساسياً في نمو وتنويع الاقتصاد الوطني، حيث نجحت الدولة في تقديم تجربة سياحية متميزة وفريدة من نوعها بين دول العالم، من خلال تبني العديد من المبادرات والاستراتيجيات السياحية الاستباقية، التي أدت دوراً حيوياً في تعزيز جاذبية الدولة للاستثمارات والمشروعات السياحية المتنوعة، ودعم الترويج للمعالم السياحية الفريدة في الإمارات السبع، وإبراز التنوع السياحي، وتطوير البنى التحتية للمطارات والسفر، بما أسهم في ترسيخ المكانة الريادية للإمارات على خريطة السياحة والسفر العالمية.
وقال: «قبل أيام قليلة حققت الدولة إنجازاً تاريخياً في القطاع السياحي، بتولي ابنة الإمارات، شيخة النويس، منصب الأمين العام المنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، ونحقق اليوم نتائج سياحية جديدة صادرة عن المجلس العالمي للسفر والسياحة، وهي ثمرة للرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة في تعزيز تنافسية القطاع السياحي، وتوفير فرص العمل لمواطني الدولة، وترسيخ مكانتها وجهة رائدة على خريطة السياحة والسفر العالمية».
وتابع: «تؤكد هذه المؤشرات المحققة أن السياحة الإماراتية تسير بخطى واثقة نحو تحقيق مستهدفات (الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031)، والرامية إلى رفع إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم، وزيادة عدد نزلاء المنشآت الفندقية إلى 40 مليون نزيل سنوياً، بحلول العقد المقبل»، وأشار إلى أن الجهود الوطنية مستمرة في تطوير منظومة سياحية متكاملة، اعتماداً على أفضل الممارسات العالمية، وتعزيز الانفتاح على الأسواق السياحية الحيوية إقليمياً ودولياً، وتوفير مزيد من التجارب والخدمات السياحية المتنوعة والشاملة للزوار والسائحين من جميع أنحاء العالم، بما يدعم الارتقاء بمكانة الدولة كأفضل الوجهات السياحية حول العالم بحلول العقد المقبل، بما يتماشى مع رؤية «نحن الإمارات 2031».
وفي ما يخص السياحة الدولية، أظهر التقرير أن الإمارات تواصل الحفاظ على ريادتها كأبرز الوجهات على مستوى العالم، حيث استقبلت الدولة زواراً دوليين من أسواق رئيسة أبرزها الهند بنسبة 14%، والمملكة المتحدة 8%، وروسيا 8%، والصين 5%، والسعودية 5%، و60% من بقية أنحاء العالم، ويُعطي هذا التنوع الجغرافي مؤشراً إلى المكانة الدولية المتقدمة التي تتمتع بها الإمارات في سوق السياحة العالمي، ويؤكد نجاح السياسات الوطنية السياحية المرنة الخاصة بجذب شرائح مختلفة من الزوار.
وأوضح التقرير أن إنفاق الزوار الدوليين في دولة الإمارات بلغ في عام 2024 نحو 217.3 مليار درهم (59.2 مليار دولار)، مسجلاً نمواً بنسبة 5.8%، مقارنة بعام 2023، وارتفاعاً بنسبة 30.4%، مقارنة بعام 2019. وفي السياق ذاته، شهد الإنفاق السياحي المحلي نمواً ملحوظاً، حيث بلغ 57.6 مليار درهم (15.7 مليار دولار) خلال العام نفسه، محققاً زيادة بنسبة 2.4%، مقارنة بعام 2023، و41% مقارنة بعام 2019، أي مستويات ما قبل الجائحة، وتوقع التقرير أن يزيد إنفاق السياح الدوليين خلال العام الجاري بنسبة 5.2%، ليصل إلى 228.5 مليار درهم، في حين سيزداد إنفاق السياح المحليين بنسبة 4.3% ليصل إلى 60 مليار درهم.
ولفت تقرير المجلس العالمي للسفر والسياحة إلى أن السياحة الترفيهية استحوذت على 84.7% من إجمالي الإنفاق السياحي في الدولة، خلال العام الماضي، في حين بلغت سياحة الأعمال 15.3%، وهو ما يشير إلى مرونة القطاع السياحي في تحقيق التنوع بين الجوانب الترفيهية والتجارية، كما بيّن التقرير أن 79% من إجمالي الإنفاق السياحي في الدولة جاء من الزوار الدوليين، و21% من الزوار المحليين.
وأوضح التقرير أنه على الرغم من النمو المتسارع الذي يشهده القطاع السياحي الإماراتي، فقد حافظت الدولة على التزامها بالمعايير البيئية والاستدامة، إذ لم تتجاوز انبعاثات الكربون المرتبطة بالسياحة 13.3% من إجمالي الانبعاثات الوطنية في عام 2023، وذلك في ضوء رؤية الدولة بتعزيز الاستدامة في المجالات والأنشطة السياحية المتنوعة.
وفي ما يتعلق بالأثر المجتمعي، أبرز التقرير أن نسبة النساء العاملات بشكل مباشر في قطاع السياحة والسفر الإماراتي بلغت 16.3% في عام 2023، في حين وصلت نسبة الشباب (15-24 عاماً) إلى 9.7% من إجمالي وظائف القطاع، إضافة إلى إسهامه بما قيمته 8.6 مليارات دولار كعائدات ضريبية مرتبطة بأنشطة قطاع السياحة والسفر خلال العام نفسه، وهو ما يُمثّل 5.4% من إجمالي الإيرادات الحكومية، بما يعكس الأهمية المالية المتنامية للقطاع في دعم الخزينة العامة للدولة.
إسهام قطاع السياحة والسفر في الاقتصاد العالمي
أظهر التقرير الصادر عن المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، أن قطاع السياحة والسفر أسهم بقيمة بلغت 10.9 تريليونات دولار في الناتج المحلي الإجمالي الدولي، خلال عام 2024، أي ما يُمثّل 10% من الاقتصاد العالمي، وحقق نمواً نسبته 8.5%، مقارنة بعام 2023، و6% مقارنة بعام 2019، ومن المتوقع أن يصل الإسهام إلى 11.7 تريليون دولار في عام 2025، بنسبة زيادة تبلغ 6.7%، مقارنة بعام 2024، و13% عن عام 2019، كما نجح هذا القطاع في توفير 356.6 مليون فرصة عمل في عام 2024 تُشكّل 10.6% من إجمالي الوظائف في العالم، بنسبة زيادة بلغت 6.2%، مقارنة بعام 2023، و5.6% مقارنة بعام 2019.
محمد بن راشد:
• إنفاق السياح الدوليين بلغ 217 مليار درهم خلال العام السابق، إضافة إلى إنفاق سياحي محلي بلغ 57 مليار درهم.
• الإمارات متفوقة في الإنفاق الدولي للسياح على دول سبقتنا في هذا المجال بمئات السنين.