منذ عهد الخلافة الأولى، ارتبطت القيادة بالمسؤولية، وتلازمت السلطة مع العدل، وبرزت شخصيات استثنائية صاغت معاني الزهد والحكم الرشيد، وكان عمر بن عبدالعزيز واحداً من أعظم تلك الأسماء. الخليفة الأموي الذي سار على نهج الخلفاء الراشدين، أعاد في عامين ونصف تعريف مفهوم الحكم، حتى باتت سيرته مصدر إلهام عبر القرون.

وفي امتداد لهذا المعنى، استقبل أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، اللواء رضا بن منقل العنزي، بمناسبة صدور القرار بتثبيته قائداً للواء الخليفة عمر بن عبدالعزيز للأمن الخاص، التابع للحرس الوطني في منطقة القصيم.

يحمل الحرس الوطني دوراً يتجاوز الوظيفة العسكرية، إذ ينهض برسالة حماية الدولة والمجتمع، ويحتضن في ألويته رموزاً من تراث الأمة. ومن خلال تسمية اللواء باسم الخليفة عمر بن عبدالعزيز، تظهر النية في استحضار معاني العدل، والسمو الأخلاقي، والانضباط الذي يوازن بين القوة والحكمة.

هذا التشكيل الأمني في قلب القصيم، يُجسّد رؤية المؤسسة العسكرية في ربط العمل الميداني بالقيم المتجذرة في التاريخ الإسلامي، ويمنح الأفراد والعناصر منسوبي اللواء هوية متجذرة في مبدأ «العدل أساس الملك».

هنّأ أمير القصيم قائد اللواء على هذه الثقة، مشيداً بدور الحرس الوطني في دعم الأمن، وتثبيت الاستقرار، وخدمة الإنسان والمكان. ويُعد هذا التعيين امتداداً لخط متصاعد تتبناه المؤسسة في تعظيم القيم المرتبطة بالقدوة التاريخية، وتحويلها إلى سلوك إداري وأمني داخل المنظومة الحديثة.

أعرب اللواء رضا بن منقل العنزي عن اعتزازه بالثقة، مؤكداً التزامه بأداء مهماته وفق ما يليق بتاريخ هذا الاسم الذي يتصدر راية اللواء، وسائلاً المولى التوفيق في خدمة الدين، ثم الملك والوطن.

وُلد الخليفة عمر بن عبدالعزيز عام 61 للهجرة في المدينة المنورة، ونشأ بين العلم والتقوى، متأثراً بجده لأمه عمر بن الخطاب. وقد عُرف بسياسته القائمة على الشفافية والورع، وحكمته التي أعادت هيبة الدولة وقلوب الرعية خلال فترة قصيرة.

تراثه لم يُطوَ في كتب السير، بل بقي حاضراً في الضمير الإسلامي، ليظهر مجدداً في اسم لواءٍ عسكري يخدم المملكة اليوم بروح تلك العدالة الغائبة في كثير من العصور.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.