أعرب مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير ناصر الهين، بصفته رئيسا لمجلس سفراء دول مجلس التعاون الخليج العربية، عن الرفض المطلق لأي محاولات لطمس الوجود التاريخي والحضاري الفلسطيني أو تغيير الطابع الجغرافي والديموغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة وإدانتها لاستمرار سياسات سلطات الاحتلال بالتهجير والاستيطان بما في ذلك تحويل المواقع الأثرية إلى مشاريع سياحية حصرية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير الهين أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المنعقد في جنيف خلال الحوار التفاعلي مع لجنة تقصي الحقائق للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعرب السفير الهين، في كلمته، عن بالغ القلق إزاء ما وثقته اللجنة من استهداف منهجي للمواقع الثقافية والدينية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. وثمن السفير الهين ما خلصت إليه اللجنة من اعتبار تدمير هذه المعالم والقيود المفروضة على الوصول إليها ومحاولات محو الارتباط التاريخي للشعب الفلسطيني انتهاكا صارخا لحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير وتقويضا لمقومات الهوية الوطنية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، أدان السفير الهين ممارسات القوة القائمة بالاحتلال وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد سكان قطاع غزة، محملا إياها المسؤولية الكاملة عن انتهاكاتها واعتداءاتها المستمرة على القطاع والتي تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كما عبر السفير الهين عن رفض دول مجلس التعاون الخليجي لأي مبررات وذرائع لوصف العدوان الإسرائيلي بأنه دفاع عن النفس.
وعبر السفير الهين عن ترحيب دول مجلس التعاون بتقرير لجنة تقصي الحقائق وتسليطها الضوء على انتهاكات القوة القائمة بالاحتلال الفادحة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان في سياق عدوانه المستمر على قطاع غزة، لاسيما فيما يتعلق بالاستهداف المتعمد وغير المبرر للمؤسسات التعليمية والثقافية والدينية بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية وربطها الواضح بتقييد هذه الممارسات لحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره.