كوالالمبور- رحبت باكستان باستعداد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم للوساطة مع الهند، وذلك في أعقاب التصعيد العسكري بين البلدين الذي أثار قلقا دوليا، ووصف السفير الباكستاني لدى ماليزيا سيد أحسن رضا شاه رئيس الوزراء الماليزي بأنه “رجل دولة يحظى باحترام وتقدير كلا البلدين”، مؤكدا أن بلاده تثمن عرض الوساطة مع الهند.

وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في كوالالمبور، أن وقف إطلاق النار الذي أُعلن في العاشر من الشهر الماضي ما زال قائما، لكن إسلام آباد متمسكة بموقفها الذي يعتبر أي إضرار بحصتها المائية بمثابة إعلان حرب، وأن حل قضية كشمير يعود للشعب الكشميري وحده من خلال استفتاء حر ونزيه يخيره بين الانضمام إما للهند وإما لباكستان.

وترك السفير رضا شاه الباب مواربا للحل وفق قرار الأمم المتحدة، الذي ينص على الاستفتاء بإشراف دولي أو وفق اتفاقية سِملا الموقعة عام 1972، والتي تنص على حل النزاع ثنائيا، لكنها لا تشير إلى إلغاء قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

الموقف الباكستاني

وفي رده على سؤال للجزيرة نت، نفى سفير باكستان أن تكون بلاده قد طلبت من الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل لوقف الحرب في 10 مايو/أيار الماضي، وأكد أن إسلام آباد ترحب بأي تدخل دولي لخفض التوتر وإنهاء حالة الصراع بين البلدين لا سيما القضايا المتعلقة بكشمير.

وأشار إلى أن حصيلة المعركة كانت بلغة كرة القدم (5 – 0) لصالح باكستان، في إشارة إلى إسقاط سلاح الجو الباكستاني 5 طائرات هندية، دون أن تخسر إسلام آباد أيا من طائراتها.

كما كرر نفي بلاده أي صلة بحادث بهلغام الذي وقع في القسم الذي تسيطر عليه الهند من كشمير، ووصفه بـ”الإرهابي”، وشكك بالرواية الهندية التي تحمّل باكستان المسؤولية.

وقال إن الرد الهندي جاء بعد دقائق من الهجوم الذي قتل فيه 22 شخصا ودون أي تحقيق، وأردف بأن نيودلهي لم تقدم أدلة على اتهاماتها، كما لم تفصح عن هوية المهاجمين أو حيثيات الهجوم، على الرغم من مرور نحو شهر ونصف من الحادث.

منصات إعلامية هندية اتهمت رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم بالانحياز لباكستان (الجزيرة)

الإعلام الهندي

وكان رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم قد تعرض لحملة إعلامية هندية واسعة عقب تلقيه اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، اعتذر خلاله شريف عن زيارة كانت مقررة لكوالالمبور في العاشر من الشهر الماضي.

وقال إبراهيم حينها إنه يقدّر الصعوبات التي تمر بها باكستان، وأعرب عن أمله في أن يستطيع المساعدة لحل النزاع، بحسب ما ورد في منشور له على صفحته في فيسبوك.

ووصفت منصات إعلامية هندية عرض رئيس الوزراء الماليزي للمساعدة بأنه “سخيف”، واعتبرت تصريحه بتقدير الصعوبات التي تمر بها إسلام آباد بأنه انحياز، كما وجهت انتقادات لاذعة لماليزيا لاستضافتها الداعية الإسلامي ذاكر نايك.

ادعاءات باطلة

ووصف السفير الباكستاني في ماليزيا ادعاءات برلمانيين هنود أن باكستان طلبت من كوالالمبور رفض استقبال وفد برلماني هندي بأنها “باطلة وسخيفة، ولا تتماشى مع الأعراف الدبلوماسية”، وأشار إلى أنها لم ترد في أي من المراسلات الرسمية أو تصريحات المسؤولين في ماليزيا أو باكستان.

لكن صحيفة ماليزية كانت قد نقلت عن مصادر لم تسمها أن الحكومة الماليزية رفضت طلبا من سفارة باكستان بعدم استقبال وفد برلماني هندي، وأن قناة “إن دي تي في” الهندية عزت الطلب المزعوم إلى التضامن بين البلدين المسلمين، لكن السفير رضا شاه رد بقوله إنه “من غير المعقول أن تلجأ سفارة إلى الطلب من البلد المستضيف رفض زيارة وفد من بلد آخر”.

وتوقع السفير الباكستاني أن يقوم رئيس وزراء بلاده بزيارة ماليزيا في أقرب فرصة ردا على زيارة أنور إبراهيم لإسلام آباد العام الماضي، وقال إن هناك اتفاقيات ومذكرات تفاهم مهمة تنتظر التوقيع في الزيارة المرتقبة.

شاركها.