أسامة دياب
اختتم المدير الإقليمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لمنطقة شرق القرن الأفريقي والبحيرات العظمى، مامادو ديان بالدي، زيارة رسمية إلى الكويت استمرت يومين، ضمن جولته الخليجية الرامية إلى تعزيز الشراكات الإستراتيجية وحشد الدعم للاستجابة الإنسانية لأزمة السودان والدول المجاورة.
وشهدت الزيارة لقاءات رفيعة المستوى مع عدد من المسؤولين الكويتيين، من بينهم مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي حمد المشعان، ومساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية عبدالعزيز الجارالله، بالإضافة إلى ممثلين عن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
وأشاد بالدي خلال لقاءاته بالدور الريادي للكويت كمركز إنساني عالمي، مثنيا على الجهود الرسمية والشعبية في دعم قضايا اللاجئين، لاسيما في ظل تفاقم الأوضاع في السودان، كما ناقش بصفته المنسق الإقليمي لأزمة اللاجئين السودانيين، سبل توسيع آفاق التعاون الإنساني لدعم ملايين المتضررين.
والتقى بالدي عددا من ممثلي الجهات الخيرية الكويتية، من بينها بيت الزكاة وجمعية العون المباشر، حيث سلط الضوء على أهمية العمل الخيري الإسلامي في سد فجوة التمويل المتزايدة، مؤكدا أن الكويت تمثل شريكا أساسيا في تلبية الاحتياجات الملحة في السودان وشرق أفريقيا.
وبعد أكثر من عامين على اندلاع النزاع في السودان أجبر نحو 13 مليون شخص على الفرار، بينهم 4 ملايين لجأوا إلى دول الجوار، ومع نزوح ثلث سكان السودان قسرا، لم يتم تمويل سوى 11% فقط من خطة الاستجابة الإقليمية للمفوضية وشركائها. وقال بالدي في ختام زيارته «في ظل استمرار ارتفاع أعداد النازحين وتراجع الموارد، تثمن المفوضية شراكتها التاريخية مع دولة الكويت إن تضامن الشعب الكويتي ليس مجرد دعم إنساني، بل رسالة أمل في وقت حرج». واختتم بالدي جولته بعقد لقاء إعلامي موسع في فندق موفنبيك – الكويت، حضره ممثلون عن الجهات المانحة والشركاء والدول المستضيفة للاجئين السودانيين، حيث جدد دعوته لمواصلة الدعم الإنساني، في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والضغوط المالية المتزايدة. وفي تصريح على هامش الفعالية، قالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دولة الكويت نسرين الربيعان «مر على الحرب سنتين، ولاتزال الأزمة السودانية تتصدر كل الأزمات». وأضافت «هناك نحو 13 مليون نازح من ضمنهم 4 ملايين لاجئ، لذلك، ومن منطلق ان الكويت من أكبر الشركاء المالحين للعمل الإنساني وللإنسانية والأمم المتحدة ونظرا للأوضاع الإنسانية في العالم كله، جاءت زيارة مامادو من أجل تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية العاجلة».