دعا وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو إلى فرض المجاعة على الفلسطينيين في قطاع غزة واستهداف مخازن الغذاء، في محاولة لدفع السكان إلى الهجرة القسرية تحت الضغط والجوع، إمعانا في الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال بدعم أميركي.
وفي مقابلة بثتها القناة الـ7 الإسرائيلية مساء أمس الاثنين، قال إلياهو: “لا توجد مشكلة في قصف مخازن الوقود والغذاء، و يجب على الغزيين أن يجوعوا”.
كما دعا الوزير الإسرائيلي إلى تحرك عسكري ضخم ضد غزة، معتبرا أن “الخطاب المتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية يضعف القدرة القتالية، وكل هذا الكلام الغريب عن إدخال المساعدات لا يمت للأخلاق اليهودية بصلة”.
وتابع “يجب أن نوقف إدخال المساعدات الإنسانية، وإذا سئلنا عن الضغوط الدولية، فعلينا أن نفتح عليهم أبواب الجحيم، كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.
وحسب تعبير الوزير الإسرائيلي، “ما دمنا نطعم من يضطهدنا ويقاتلنا، فإننا نؤذي مختطفينا وجنودنا الذين يُجبرون على العودة لمقاتلة أناس أقوياء بدلا من إضعاف العدو”.
كما دعا الوزير الإسرائيلي إلى “ممارسة ضغوط مباشرة على المدنيين”، معتبرا أن سكان غزة هم من دعموا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، و”هم من يمنحونها قوتها”.
ويرى الوزير الإسرائيلي أنه “حين تصبح الحياة صعبة على المدنيين، ستصبح كذلك على حماس”، مضيفا أنه “لو كان في غزة سكان يخافون على حياتهم فعليهم تنفيذ برنامج الهجرة الذي ينبغي للحكومة الإسرائيلية أن تدعمه والذي يتم تنفيذه ببطء. كما يجب على إسرائيل أن تستغل الدعم الأميركي وتتحرك بقوة”.
الدعم الأميركي
وقال إلياهو “آمل أن نتمكن في نهاية المطاف من حسم المعركة ضد العدو، وأن نسخر الأميركيين أيضا.. لدينا دعم، ومن واجبنا استغلاله، وأي وضع يسمح لحماس أو غيرها من المنظمات المتطرفة برفع رؤوسها سيكلفنا كثيرا من الدماء”.
وينتمي إلياهو إلى حزب عوتسما يهوديت (قوة يهودية) بزعامة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وهو أحد أبرز وجوه اليمين الإسرائيلي الداعم لتوسيع الحرب على القطاع.
ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن إسرائيل تنصلت منه، واستأنفت الإبادة يوم 18 مارس/آذار الماضي.
ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، مما تسبب في تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
ويعتمد فلسطينيو غزة -البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة- اعتمادا كاملا على تلك المساعدات، بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90% من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء، مما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.