- الرياضة يجب أن تكون للمتعة أولاً ولتنمية الشخصية والقيادة والعمل الجماعي
- روبرتس: الفتيات في الكويت لديهن الشغف والحماسة للرياضة ولكن تنقصهن الفرص
- فير: الكويتيون يخلقون توازناً بين الأصالة والانفتاح في مختلف المجالات ومنها الرياضة
دارين العلي
تزور الكويت حاليا وضمن برنامج «الرسل الرياضيين» وبتنظيم من السفارة الأميركية مدربتا كرة القدم للسيدات تيفاني روبرتس ولوري فير، وذلك بهدف دعم الرياضة النسائية وتسليط الضوء على احتياجات الفتيات في هذا الشأن.
وتشمل زيارة الوفد عدة مدارس ومراكز بالإضافة إلى زيارة خاصة لاتحاد كرة القدم والمشاركة في عدد من الفعاليات واللقاءات بهدف تبادل الخبرات وتعزيز الثقافات وتشجيع الفتيات على الانخراط في الرياضات المختلفة، لاسيما كرة القدم التي ما زال يسيطر عليها الطابع الذكوري.
«الأنباء» استضافت كلتا المدربتين في حوار صحافي حول مسيرتهما في عالم كرة القدم والصعوبات التي تواجهها المرأة في هذا المجال وحول تفاصيل زيارتهما للكويت، وفيما يلي التفاصيل:
المدربة تيفاني روبرتس
كانت البداية مع المدربة تيفاني روبرتس الحائزة الميدالية الذهبية الأولمبية، وبطلة كأس العالم، وبطلة الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات (NCAA) مرتين، وهي حاليا مدربة رئيسية لفريق كرة القدم النسائي بجامعة سنترال فلوريدا، كما كانت ضمن الطاقم الفني للمنتخب الأميركي للسيدات في كأس العالم 2023 كمدربة مساعدة.
قدوة للفتيات
بداية نود أن نعرف ما مناسبة الزيارة إلى الكويت والغرض من تواجدكم هنا؟
٭ نحن هنا لنكون قدوة للفتيات والنساء، هناك مقولة نؤمن بها «الفتيات اللواتي يمارسن الرياضة يصبحن نساء قياديات» الرياضة تعلم الثقة، القيادة، والمرونة، وزيارتنا ضمن برنامج «الرسل الرياضيين» تهدف إلى تشجيع الفتيات على المشاركة، وإقناع الأسر بأن الرياضة ليست فقط للرجال بل يمكن أن تكون أنثوية أيضا.
هل لاحظت فروقا في المجال الرياضي بين الكويت والولايات المتحدة؟
٭ لم تتسن لي الفرصة الكاملة لاكتشاف كل شيء، لكنني زرت مدرسة لذوي الاحتياجات الذهنية وشاهدت مباراة لكرة السلة لهم وأعتقد ان الدعم المقدم لهم كان واضحا ومؤثرا جدا، وضمن برنامجنا هناك زيارات لعدد من المدارس وللاتحاد الوطني لكرة القدم بالإضافة للمشاركة بعدد من الفعاليات لضمان أكبر قدر من التواصل، ولو أردنا التحدث عن الفروق أستطيع ان أقول انه من الجلسات الأولى مع الفتيات هنا أرى ان الشغف ذاته، ربما الفرق في الفرص المتاحة أو بعض العوائق المجتمعية، لكن الحماسة واحدة.
لقد كنت لاعبة كرة قدم فكيف كانت رحلتك من لاعبة كرة قدم إلى مدربة؟
٭ لم أخطط أبدا لأن أصبح مدربة في بداياتي، كنت مهتمة فقط باللعب والتطور كلاعبة، ولكن مع الوقت وبفضل خبرتي في الملاعب وعلى المستوى العالمي مع المنتخب الأميركي، بدأ المدربون حولي يشجعونني على دخول مجال التدريب، بدأت مسيرتي بتدريب الفئات العمرية الصغيرة، ثم انتقلت إلى تدريب فرق على مستوى الجامعات، وهو مستوى عال في الولايات المتحدة ومقدمة للاعبين للوصول إلى المنتخبات الوطنية أو الاحتراف، وأنا في المجال الجامعي منذ 18 عاما، عبر جامعتين مختلفتين، وحاليا أدرب فريق السيدات في جامعة سنترال فلوريدا، كما كنت جزءا من الطاقم الفني للمنتخب الأميركي للسيدات في كأس العالم 2023 كمدربة مساعدة.
هل واجهتكِ صعوبات وتحديات كامرأة مدربة في بيئة يغلب عليها الطابع الذكوري؟
٭ ليس مع اللاعبات، ففي الولايات المتحدة، اللاعبات والعائلات يتقبلون جدا فكرة أن تدرب النساء الفرق النسائية، بل إن كثيرا من العائلات تفضل أن تدرب بناتهن امرأة، ولكن التحديات تكمن في غرف التدريب، حيث غالبا ما أكون المرأة الوحيدة في غرفة مليئة بالمدربين الذكور، وهناك بعض التحيز عند التوظيف ولكن بمجرد أن تثبتي نفسك، يصبح الاحترام متبادلا ومفروضا وبالفعل المنتخبات الوطنية بدأت تعيين نساء في مناصب عليا.
معايير عالية
وكيف تصفين أسلوبك في التدريب؟
٭ أحرص خلال عملي على الحزم مع الدفء في الوقت نفسه، أضع معايير عالية جدا وأتوقع الالتزام بها، ولكن في الوقت نفسه أحاول فهم كل لاعبة على حدة، لكل واحدة دافع مختلف، وشخصية مختلفة وطريقة مختلفة للتعلم، وجزء كبير من عملي هو اكتشاف ما يحفز كل لاعبة وكيف يمكنني مساعدتها على النجاح.
كلمة أخيرة توجهينها إلى الفتيات في الكويت؟
٭ أنصحهن بتجربة كل شيء في المجال الرياضي وعدم التراجع، فالرياضة تعلمنا القيادة والمرونة وهما مهارتان ستحتجن إليهما في كل مجالات الحياة.
المدربة لوري فير
وبانتقال الحديث إلى المدربة لوري فير التي تحدثت عن مسيرتها المختلفة كمرافقة للمبعوثين الرياضيين في المجال الصحي، بعد أن كانت لاعبة كرة قدم أصبحت بطلة كأس العالم للفيفا وفازت بالميدالية الفضية الأولمبية في عام 2000، وفي الوقت الحالي، تعمل كمديرة برامج في مشروع تشارليز ثيرون لدعم الشباب في أفريقيا، كما تتطوع كمبعوثة رياضية لوزارة الخارجية الأميركية.
هدف الزيارة
علمنا أنكم تزورون الكويت ضمن برنامج الرسل الرياضيين، فماذا تأملون من هذه الزيارة؟
٭ نحن هنا لنتعلم ونتحاور ونحاول تحقيق الهدف المرجو، الأمر يتعلق بتوسيع المشاركة الرياضية للفتيات، وسنحاول التواصل مع المعنيين ومعرفة العوائق التي قد تواجهها الفتيات.
ما الذي تعلمته من التجربة الكويتية حتى الآن؟
٭ لقد تأثرت جدا ببرامج دعـم ذوي الهمم، زرنا مدرسة متخصصة وشاهدنا مباراة كرة سلة، كان الأمر ملهما جدا بالنسبة لنا، وفي كرة القدم أيضا، هناك حماس كبير، لكننا هنا في الأساس لنتعرف أكثر عن احتياجات الفتيات والعائلات في مجال الرياضات النسائية وليس لنفرض رؤيتنا، وأود ان أضيف هنا أن ما أثار إعجابي هو كيف يخلق الكويتيون توازنا بين الأصالة والانفتاح، في مختلف المجالات، وذلك ينطبق أيضا على الرياضة.
ما الذي دفعك للتدريب رغم أنك تعملين في مجال الصحة؟
٭ الحقيقة أنني كنت أدرب منذ أن كنت في الرابعة عشرة من عمري، حتى وأنا في الجامعة، كنت أعود في العطلات لأدرب الأطفال، أما حاليا فأنا أرافق المبعوثين الرياضيين، لأشارك خبرتي وأتعلم من الآخرين فعملي في الصحة العالمية متعلق أيضا بتمكين الشباب والفتيات، وأرى أن الرياضة أداة قوية للتنمية والتمكين.
معضلة كبيرة
وما رأيك في الضغط الذي يضعه بعض الآباء على أبنائهم في الرياضة؟
٭ هذه معضلة كبيرة، فكثير من الآباء لديهم توقعات غير واقعية، لأن الدراسات تشير إلى أن أقل من 1% فقط من اللاعبين يصلون إلى المستوى المحترف فيجب أن يدرك الجميع ان الرياضة يجب أن تكون للمتعة أولا، ولتنمية الـشـخـصـيـة والقيادة والعمل الجماعي، عندما نضع أهدافا غير واقعية، نحرم الأطفال من متعة الرياضة نفسها، ونحن في الولايات المتحدة لدينا مسارات تناسب الجميع من يريد الاحتراف ومن يريد فقط اللعب للمتعة، لدينا هـيـاكـل متكاملة من اللعب الترفيهي إلى المنتخبات الوطنية.
النجاح في المحاولة
وما رأيكم بفرض بعض الرياضات من قبل الآباء على الأبناء لمـجـرد أن الأهل متخصصون في هذه الرياضة أو يفضلونها؟
٭ هذا الأمر يمثل ظاهرة واسعة ربما على الأهل أن يتوسعوا أكثر في نطاق تفكيرهم لما يفضله الطفل، وألا يطلبوا من الطفل ان يكون الأفضل في كل مجال، فالنجاح ليس أن تكون دائما الأفضل، أحيانا يكون النجاح في مجرد المحاولة والتجربة، أنا شخصيا، كأم، لا يهمني إن أصبحت ابنتي نجمة، بل أريدها أن تكون سعيدة، وأن تحب النشاط والحركة والعمل الجماعي.
كلمة أخيرة تودين توجيهها إلى الفتيات الرياضيات في الكويت؟
٭ أريد أن أذكرهن بأن الفشل جزء من النجاح، الخسارة في مباراة ليست نهاية العالم، بل فرصة للتعلم والتطور.