22/4/2025–|آخر تحديث: 22/4/202504:08 م (توقيت مكة)
منذ استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تعالت الأصوات داخل الحكومة الإسرائيلية الداعية إلى تهجير سكان غزة وإعادة الاستيطان في القطاع، خاصة بعد مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” على مقترح قدّمه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، يقضي بإنشاء مديرية خاصة تُعنى بتهجير الفلسطينيين من القطاع، وذلك قبل عدة أسابيع.
وستتولى “مديرية التهجير” ما وصفه وزير الدفاع الإسرائيلي في بيانه بـ”الانتقال الطوعي لسكان قطاع غزة إلى دولة ثالثة لمن يبدون رغبة في ذلك”، مع مراعاة أحكام القانون الإسرائيلي والدولي، وستعمل المديرية بالتنسيق مع المنظمات الدولية والجهات الأخرى وفقا لتوجيهات المستوى السياسي الإسرائيلي، وستنسق أنشطة الوزارات الحكومية المعنية في هذا الشأن.
ويأتي إنشاء هذه المديرية الجديدة -التي تتناغم مع طروحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب– في سياق حرب الإبادة المتواصلة على غزة، وسط دعوات من وزراء في الحكومة الإسرائيلية إلى قصف وتدمير مستودعات الأغذية، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية بهدف دفع السكان إلى الهجرة.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل قام ببث وتسويق شائعات بين سكان القطاع بشتى الطرق حول “الهجرة”، مما أثار جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تحذيرات من التعامل مع هذه الشائعات.
مصطلح ناعم لمشروع تهجير ممنهج
وفي هذا السياق، أوضح الناشط خالد صافي عبر منصة إكس أن جهات مشبوهة تابعة للاحتلال تسوّق لفكرة “الهجرة الطوعية” عبر حملات مضللة تستهدف مشاعر الناس وتستغل واقع الحرب، بينما الهدف الحقيقي هو تفكيك النسيج المجتمعي الفلسطيني.
احذروا “هجرة الموساد”.. فخ أمني بغطاء إنساني
في ظل الحرب والحصار، تسوّق جهات مشبوهة تابعة للاحتلال الإسرائيلي لفكرة “الهجرة الإنسانية” لأهالي غزة، في حملة تبدو للوهلة الأولى إنقاذية، لكنها في حقيقتها فخ أمني واستخباري خطير.🔍 خلف الستار:
– الحملة تقودها خلية مشبوهة بإدارة… pic.twitter.com/J0q2QFh7gQ— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) April 21, 2025
من جانبه، كشف الناشط حكيم أن رقم محامٍ إسرائيلي يُدعى يورام يهودا، صاحب مكتب محاماة في تل أبيب، انتشر بين أهالي غزة. وقد حاول عدد من الأشخاص داخل وخارج القطاع التواصل مع الرقم للاستفسار عن “الهجرة الطوعية”.
تحذير من التواصل مع الموساد والمخابرات وأعوانهم .
انتشر بين أهالي غزة رقم المحامي الاسرائيلي يورام يهودا صاحب مكتب محاماة في تل أبيب ..
حاول أكثر من شخص من غزة وخارج غزة الاتصال مع صاحب الرقم للاستفسار عن الهجرة الطوعية
أولا يجيب على الاتصالات وعلى نفس الرقم عدة اشخاص يتحدثون…— الحـكـيم (@Hakeam_ps) April 21, 2025
وأوضح أن المفاجأة كانت أن من يجيب على هذا الرقم هم عدة أشخاص يتحدثون العربية بطلاقة -ويُرجّح أنهم من جهاز الموساد- ويقومون بطرح أسئلة حساسة على المتصلين.
التهجير موت مضاعف لا نجاة منه
بينما كتب الصحفي عميد شحادة “التهجير بالنسبة للفلسطينيين ليس نجاة، بل موت مضاعف. فبينما يراه البعض بديلا عن الموت، تُثبت تجارب اللجوء والذل والطعن بالظهر أن الفلسطيني لا يجد حضنا يحتضنه سوى وطنه”.
وأضاف عبر صفحته على موقع فيسبوك “فلسطين وحدها تشبهنا وتحتوينا، وهي ملاذنا من عالم صامت على إبادتنا. الحقيقة المؤلمة؟ الفلسطينيون اليوم يهربون من هذا العالم، لا إليه”.
أما الناشط عبد الله شرشرة، يرى أن الإعلانات المتداولة ليست عشوائية، بل إنها جزء من مخطط منظم. وأشار إلى أن الوقت قد حان ليدرك الغزيون أنهم محاطون بأشخاص بنوايا غير بريئة.
لم يتركوا مكراً ولا خداعاً إلا مارسوه
مارسوا الإجرام بأبشع صوره، ألقوا بكل ما يملكون من قوة وبمساعدة أمريكا والغرب على غ.ز.ة .
وما زالت تقاوم وما زالت تؤلمهم وما زالت تقف بثبات رغم الألم والجوع— Qais لابُد من غـ زة «🇵🇸🇾🇪» (@BallackMic92066) April 21, 2025
كما أشار مغردون إلى أن من يردون على الاتصالات يتحدثون العربية بطلاقة، ويرجّح أنهم ضباط موساد يسعون لاستغلال شوق الناس للخروج من جحيم الحرب كفرصة لاختراق المجتمع واستدراج أبنائه.
وكتب أحدهم محذرا: “انتبهوا من الانسياق وراء ضباط المخابرات الإسرائيلية، هذه مشاريع تجنيد، لا هجرة ولا نيلة! لا تتحيّن الفرصة وتركض ورا الأوهام، بدك تهاجر؟ استنى بعد الحرب واطلع بطريقة شرعية وين ما بدك. ركام غزة خير من مذلة المهجر واللجوء”.
حقائق مهمة وخطيرة حول ما يُشاع عن “هجرة جماعية من #غزة“:
في الوقت الذي تتناقل فيه بعض المنصات وعناصر #شبكة_افيخاي روايات عن هجرة جماعية من غزة إلى أوروبا، من المهم توضيح الأمور التالية للرأي العام:
1. لا توجد موجات هجرة جماعية مسجلة من غزة. السكان في غالبيتهم متمسكون بأرضهم رغم…
— تيسير البلبيسي (@Taysirbalbisi) April 21, 2025
وأشار آخرون إلى أن مشروع تهجير الفلسطينيين من غزة قد بدأ فعليا، وأن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يخبئ نواياه، فبعد إنشاء “مديرية التهجير” الخاصة بتنظيم خروج الفلسطينيين من القطاع، بدأت تصل رسائل لبعض المواطنين تدعوهم لمقابلات على حاجز نتساريم، بحجة “بحث إمكانية الهجرة”.
ورغم أن البعض يراها خطوة استكشافية، فإنها في الحقيقة تمهيد لمرحلة تهجير ممنهجة قادمة.
تحذيرات حكومية
كذلك حذر المكتب الإعلامي الحكومي من شائعات يبثها الاحتلال حول الهجرة من غزة، مؤكدا أنها جزء من حملة خبيثة يقودها الاحتلال “الإسرائيلي” لزعزعة صمود شعبنا وضرب وعيه الوطني.
وقال المكتب الحكومي، في بيان صحفي، أمس الاثنين، إننا “نتابع ما تم تداوله مؤخرا عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي من منشورات ومعلومات مُضللة تتعلق بترتيبات مزعومة للهجرة الجماعية من قطاع غزة، حيث يتولى ذلك شخصيات جدلية بالتعاون مع جهات خارجية، وتروج لسفر العائلات الفلسطينية عبر مطار “رامون” إلى دول مختلفة حول العالم”.
وأكد بشكل قاطع أن هذه المعلومات عارية تماما من الصحة، وهي جزء من حملة خبيثة وممنهجة تهدف إلى زعزعة صمود شعبنا الفلسطيني، والنيل من وعيه الوطني، ودفعه نحو الهجرة القسرية تحت ضغط المعاناة والحرب.