في حادثة مروعة أثارت تحذيرات واسعة في بريطانيا، فقد طفل بريطاني يبلغ من العمر عامين، يُدعى «جاك» بصره في عينه اليسرى بعد أن نقل إليه أحد الأشخاص فايروس «الهربس» البسيط (HSV-1) عبر قبلة، وهو يعاني من قرحة برد نشطة، وهو ما كشفته أم الطفل «ميشيل سميث» التي شاركت قصتها المؤلمة في منشور على «فيسبوك»، حذرت فيه الآباء من مخاطر السماح للآخرين بتقبيل أطفالهم، بعد أن تحولت لحظة عاطفية إلى كارثة دائمة.
بدأت المأساة قبل سبعة أشهر عندما لاحظت «ميشيل» احمراراً في عين جاك، الذي كان يبلغ من العمر 16 شهراً آنذاك، ظنته في البداية عدوى عينية بسيطة، لكن خلال يومين، تفاقمت الحالة، وبدت وكأن شيئاً ينمو داخل مقلة عينه، كتبت ميشيل: «لقد وضع إصبعه في عينه وخدشها دون أن يرف له جفن، لقد فقد الإحساس بها تماماً، كان الأمر مرعباً»، وبعد فحوصات مكثفة، أكد الأطباء أن «جاك» أصيب بالهربس في عينه، مما أدى إلى تكوّن جرح مفتوح بطول 4 ملم في قرنيته، وهي الطبقة الخارجية الشفافة للعين.
لم تكن «ميشيل» وزوجها حاملين للفايروس، مما دفع الأطباء إلى استنتاج أن شخصاً مصاباً بقرحة برد، ربما دون علمه، نقل العدوى إلى الطفل عبر قبلة، وتسبب الفايروس في ضرر دائم للقرنية، أفقد «جاك» بصره في العين المصابة، وأُجبر الأطباء على خياطة جفنيه مغلقين لمنع تفاقم العدوى وحماية ما تبقى من العين. الآن، تستعد العائلة لعملية جراحية معقدة في محاولة يائسة لإنقاذ عين جاك، بينما يعانون من تكاليف باهظة للعلاج.
كتبت ميشيل في منشورها: «شعرت أنني أرى جرحاً مفتوحاً في عين طفلي، وهي أكثر تجربة صادمة مررت بها، أرجوكم لا تدعوا أحداً يقبل أطفالكم، لقد قرأت هذا التحذير ألف مرة، لكنني لم أكن أعتقد أن الأمر بهذه الخطورة، كنت مخطئة تماماً»، مضيفة: «فايروس تافه تسبب في هذا القدر من الصدمة والدمار، إنه لا يستحق المخاطرة».
ما هو مرض الهريس؟
أخبار ذات صلة
فايروس الهربس البسيط (HSV-1) هو عدوى فايروسية شائعة تنتقل غالباً عبر الاتصال المباشر بالجلد أو اللعاب، وتظهر عادة على شكل قرح باردة حول الفم، ووفقاً للإحصاءات، يحمل حوالى 7 من كل 10 بريطانيين الفايروس، لكن الأعراض لا تظهر إلا لدى ثلثهم، بينما يُعتبر المرض مزعجاً فقط للبالغين وغالبا يُشفى تلقائياً أو بمضادات فايروسية، وقد يكون مدمراً للأطفال الصغار بسبب ضعف جهازهم المناعي.
في حالة الإصابة بالعين، كما حدث مع «جاك»، يمكن أن يتسبب الفايروس في تقرحات في القرنية، مما يؤدي إلى تندب أو فقدان البصر إذا لم يُعالج فوراً، في الحالات الأكثر خطورة، قد ينتشر إلى الدماغ أو الأعضاء الحيوية لدى الرضع، مما يجعله قاتلاً في حوالى ثلث الحالات دون علاج مبكر. الأطفال معرضون بشكل خاص عندما يتعرضون لشخص مصاب أثناء ظهور قرحة نشطة، أو حتى عبر اللعاب دون أعراض واضحة.
طرق الوقاية من «الهربس» للأطفال
هناك العديد من طرق الوقاية لحماية الأطفال من عدوى الهربس في مقدمتها: تجنب القبلات من المصابين، ولا تسمح لأي شخص يعاني من قرحة برد نشطة أو كان مصاباً بها مؤخراً بتقبيل الطفل، خاصة على الوجه، وغسل اليدين، حيث يجب على كل من يتعامل مع الطفل غسل يديه جيداً قبل لمسه لتقليل انتقال الفايروس، وعدم مشاركة الأدوات مع الطفل، والتقليل من تعرض الأطفال الصغار للأشخاص المصابين أو الأماكن المزدحمة خلال الأشهر الأولى، الاستجابة السريعة، إذا ظهرت أعراض مثل احمرار العين أو تقرحات، بحيث تطلب المساعدة الطبية فوراً لأن التدهور قد يكون سريعاً.