أشارت المعلومات التي حصلت عليها «كوبرنيكوس لخدمات تغير المناخ» إلى أن شهر فبراير الماضي كان ثالث أعلى شهور فبراير حرارة في العالم، منذ أن بدأ تسجيل درجات الحرارة.
وقال الباحثون، يوم الأربعاء الماضي، إن الغطاء الجليدي البحري في المنطقتين القطبيتين بالكرة الأرضية، وصل إلى أدنى حجم له في التاريخ في شهر فبراير الماضي، وهو ما يقدم أحدث الأدلة على أن ارتفاع حرارة العالم يؤدي إلى تغيير تدريجي في أشد مناطق الكرة الأرضية برداً.
وذكرت «كوبرنيكوس لخدمات تغير المناخ» أن الغطاء البحري الجليدي العالمي، الذي يتضمن حجم الغطاء الجليدي البحري الموجود في القطبين الشمالي والجنوبي، وصل إلى انخفاض جديد في بداية فبراير، وبقي أقل من الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله في عام 2023، طيلة الشهر برمته.
وقال الباحثون، إن القطب الشمالي، خصوصاً، واصل الانخفاض بصورة مطردة في الغطاء الجليدي البحري بمرور الوقت.
وارتفعت درجة حرارة المنطقة مرات عدة عن المتوسط العالمي، وعلى الرغم من أن الغطاء الجليدي البحري في القطب الشمالي، عادة يصل إلى ذروته السنوية في شهر مارس، إلا أنه سجل أدنى حجم شهري له على الإطلاق في فبراير الماضي.
وأضاف كبير العلماء في «كوبرنيكوس»، جوليان نيكولاس، أن أجزاء من القطب الشمالي تعرضت لارتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة، خلال فبراير الماضي، ما أدى إلى نقص الجليد.
وظلت درجة حرارة الغطاء البحري مرتفعة أيضاً، على نحو غير عادي في العديد من أحواض القطب الشمالي والبحار، وفق ما ذكرته خدمة «كوبرنيكوس».
وقال نيكولاس: «لقد كانت فعلاً خليطاً من مياه المحيط الدافئة، والهواء الدافئ، وعلى الرغم من التغير الذي يحدث كل شهر، يواصل العلماء توثيق التغيرات العميقة في هذه المنطقة عبر الزمن».
وتتوافق أرقام «كوبرنيكوس»، الصادرة يوم الأربعاء الماضي، مع تلك التي تم نشرها في وقت سابق من الأسبوع الماضي، من قبل المركز الوطني لمعلومات الثلج والجليد، ومقره في ولاية «كولورادو» الأميركية.
وأشار الباحثون في هذا المركز، إلى أن القطب الشمالي شهد مستويات منخفضة قياسية من الجليد مقارنة بشهر فبراير من العام الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى درجات حرارة الهواء التي كانت أعلى من المعدل بأكثر من 20 درجة.
ووجد المركز أن حجم الغطاء البحري الجليدي في القطب الشمالي كان أقل بنحو 85 ألف ميل مربع، مقارنة مع شهر فبراير من العام الماضي، وهو جزء من (نزعة) تحدث على المدى البعيد، تمتد إلى نصف قرن تقريباً، منذ الزمن الذي بدأت الأقمار الاصطناعية في مراقبة منطقتي القطبين.
وقال كبير الباحثين في المركز الوطني لمعلومات الثلج والجليد في «كولورادو»، والت ميئير: «شهدنا في القطب الشمالي انخفاضاً كبيراً ومهماً عن سجل الأقمار الاصطناعية». وأضاف: «كان هذا في الأساس اتجاهاً نحو الانخفاض باستمرار.. إنه واسع الانتشار ومهم».
وعلى الرغم من أن المسار الطويل الأمد، لم تتم مراقبته تاريخياً في القارة القطبية الجنوبية، إلا أن الباحثين يقولون إن هذا بدأ في التغير في السنوات الأخيرة.
ويمكن أن يكون للانكماش في مستوى الجليد البحري، نتائج خطرة محلياً أو عالمياً. وعلى سبيل المثال، تواجه المجتمعات في القطب الشمالي، المزيد من التآكل بسبب الأمواج. ولا تستطيع المجتمعات الأصلية، الصيد بشكل فعال على الجليد، كما في الماضي، ويجب على الحياة البرية تغيير أنماط الصيد وعبور المناظر الطبيعية.
وقال جوليان نيكولاس، إن «غياب الجليد سيؤدي إلى تشكل حلقة تغذية أيضاً، ما ينتج عنه ظروف تؤدي لحدوث درجات حرارة أكثر دفئاً، تعمل على تقليص حجم الجليد في المستقبل».
وجاء أدنى مستوى قياسي للغطاء الجليدي البحري العالمي، في الشهر الذي وصفته خدمات «كوبرنيكوس»، بأنه ثالث أكثر شهر فبراير دفئاً على مستوى العالم، حيث كان معدل درجة الحرارة العالمي أكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهي عتبة تعهد زعماء العالم بمحاولة عدم تجاوزها.
وقالت المسؤولة الاستراتيجية عن المناخ في خدمات «كوبرنيكوس»، سامنثا بورجيس، في بيان يتعلق بالنتائج التي تم التوصل إليها: «يواصل فبراير سلسلة من درجات الحرارة القياسية أو شبه القياسية التي لوحظت طوال العامين الماضيين».
وقال والت ميئير، إنه «في نهاية المطاف سيكون التغير نحو تقليص في الجليد البحري، أقل بمرور الوقت، وهو انعكاس لهذا العالم الذي تزداد حرارته باطراد، ونذير لما ينتظر العالم، إذا استمر في إصدار انبعاثات غازات دفيئة هائلة من خلال حرق الوقود الأحفوري».
وتشير تقديرات الأنماط إلى أن ذلك قد يحدث في منتصف القرن الجاري، وفق ما قاله ميئير، وهو احتمال يمكن أن تكون له تداعيات في القطب الشمالي وخارجه. عن «واشنطن بوست»
. القطب الشمالي واصل الانخفاض بصورة مطردة في الغطاء الجليدي البحري بمرور الوقت.