أعلن الجناح الوطني السعودي عن اختيار مكتب «سين معماريون» ـ سارة العيسى ونجود السديري لتمثيل المملكة العربية السعودية بمعرض «مدرسة أم سليم: نحو مفهوم معماري مترابط» وتشرف عليه القيمة الفنية بياتريس ليانزا بالتعاون مع سارة المطلق. يمثل المعرض أرشيفا تفاعليا يتيح لزواره الاستفادة من نافذة تعليمية على هيئة منصة بديلة توظف وتستفيد من العمل الذي يضطلع به القائمون على مكتب «سين معماريون»، ومبادرتهم «مختبر أم سليم».
انطلقت مبادرة «مختبر أم سليم» خلال عام 2021م من مكتب «سين معماريون» ـ الذي أسسته المعماريتان سارة العيسى ونجود السديري، بهدف دراسة التغيرات التي طرأت على العمارة التقليدية النجدية وسط مدينة الرياض، ويستقي المختبر سرديته من التوثيق البصري، والشفهي، والتجريبي، سعيا للوصول إلى تحليلات جديدة لبيئة عمرانية تستمد رؤيتها من قراءة الدروس المكتسبة من الماضي. ويهدف المعرض إلى إثراء المشهد المعماري الحديث في المملكة، وتشكيل رابط بين تجارب الأجيال المتعاقبة التي تنهل من أساليب معرفية متعددة، وتعتمد على ممارسات ومنهجيات مستندة إلى البحث العلمي والذي من شأنه أن يعين على مواجهة التحديات المتعلقة بالتغير المناخي، وشح الموارد الطبيعية.
وينطلق المعرض من الإرث المعماري العريق لمدينة الرياض، وما يتعلق به من مواضيع البيئة والهوية والتحولات الحضرية، ويسعى إلى دراسة السبل التي يمكن من خلالها أن تتعامل المؤسسات التعليمية مع التحديات الطارئة لعالم سريع التطور، سواء ارتبط ذلك بالمملكة أو خارجها.
وينظم الجناح السعودي إلى جانب المعرض برنامجا متكاملا من الأنشطة التجريبية المعمارية، والجلسات الحوارية التي تشرف عليها القيمة الفنية للمعرض بياترس لينزا، وبدعم من مريم النعيمي، وذلك بهدف المساهمة في تحفيز دراسة مفاهيم تطوير المشهد المعماري في المنطقة عموما، والانفتاح على آفاق التعاون الدولي لرسم معالم المستقبل. كما يتم بالتزامن مع هذا البرنامج إعداد كتاب لتوثيق الخلاصات، ومخرجات الفعاليات، والاستفادة منها بعد انتهاء فترة بينالي البندقية للعمارة.
وقالت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة سمية السليمان عن هذا المشروع: «يجسد المعرض التزامنا بالنهج المعاصر في العمارة، والذي يكرم تراثنا ويعيننا في الوقت نفسه على مواجهة التحديات العالمية» مضيفة: «يشكل تسليط الضوء على جيل جديد من المصممين الصاعدين على الساحة الدولية مصدر إلهام ضمن محاولة التوصل لحلول في مجال التنمية الحضرية المستدامة محليا وعالميا».
ومن جانبهما، أكدت المعماريتان ومؤسستا مكتب «سين معماريون»، سارة العيسى، ونجود السديري أن «مختبر أم سليم يمثل فرصة لجمع مختلف الممارسات الفنية والبحثية في المجالين المعماري والحضري، إذ نؤمن بأهمية الحوار المشترك، والتفكير التعاوني، والروح الجماعية التي يتم من خلالها بذل الجهود لربط الأفراد والممارسين والطلاب والمفكرين والصناع من أجل خلق مناقشات شاملة تتيح النظر في القضايا من زوايا مختلفة».
وأما القيمة الفنية لمعرض الجناح الوطني السعودي، بياتريس ليانزا، فنوهت بأن هذه المشاركة «تجسد أصوات الجيل الناشئ في المملكة، الذي يعيد تشكيل الممارسات المعمارية، بحيث يعكس «مختبر أم سليم» نقطة تحول نحو التعاون في تشكيل مستقبل المشهد الحضري، والتصورات البيئية والاجتماعية».
وأردفت: إن المعرض يهدف إلى تشكيل مبادرة علمية تربوية بديلة، متجذرة في المعارف المحلية، وتسعى في الوقت نفسه لشق مسارات جديدة للدور الذي يمكن للعمارة أن تلعبه في عالمنا الراهن.
ويستقبل الجناح الوطني السعودي بعد يومي 8 و9 مايو المقبل المخصصين للصحافة وأصحاب الدعوات، زوار بينالي البندقية للعمارة 2025 خلال الفترة من 10 مايو إلى 23 نوفمبر في منطقة الأرسنالي التاريخية، وذلك في ثامن مشاركة للمملكة في المعارض الدولية للعمارة والفنون التي تنظمها مؤسسة بينالي البندقية، وسيتحول الجناح إلى وجهة لكافة المواهب من مختلف مناطق المملكة، بحيث يفتح أبوابه ليكون منصة خاصة بالمؤثرين الثقافيين للانخراط في البحث والتعاون بمجالي الفن والعمارة.
وتقود هيئة فنون العمارة والتصميم المشاركة السعودية عبر الجناح الوطني، وتسعى من خلالها إلى دعم وتشجيع المعماريين والمصممين السعوديين عبر الاستثمار في مبادرات وبرامج تعليمية ترفد المواهب بما تحتاجه، وتحفز الفكر الإبداعي، وذلك لرسم صورة متكاملة تتجلى فيها الثقافة السعودية الغنية والمتنوعة.