تحت عنوان «أبناء الرمال السبعة»، يسلط المؤلف والمستشار الإعلامي، ألكسندر ماكناب، الضوء على التاريخ الإنساني الشامل لدولة الإمارات، وتنوع تاريخها وتراثها الغني، إذ يقدم قصة أرض الإمارات، منذ ظهور الإنسان المعاصر في إفريقيا حتى يومنا هذا، في مجلد واحد شامل.
وتجمع دراسة ماكناب، المقيم في الإمارات منذ أكثر من 30 عاماً، بين البحث الدقيق والخبرة العملية المكتسبة من معايشته المنطقة.
وقال الشريك الإداري لمجموعة موتيفيت ميديا المسؤولة عن نشر الكتاب، إيان فيرسيرفيس: «يكشف هذا الإصدار للمرة الأولى عن الامتداد الهائل لتاريخ دولة الإمارات، وعلى الرغم من نشرنا العديد من الأعمال التاريخية من قبل، فإنني لم أجد عملاً يجمع كل هذه العناصر معاً، ويروي قصة شعب الإمارات بطريقة سلسة كما يفعل هذا الكتاب».
ويجمع «أبناء الرمال السبعة» – الذي سيطلق خلال مهرجان الإمارات للآداب في الأول من فبراير المقبل – بين نتائج الأبحاث الأثرية الحديثة والوثائق الأرشيفية غير المستكشفة، ليقدم قصة الإمارات بأسلوب جديد تماماً، حسب الناشر.
وعُرفت أرض الإمارات لدى السومريين بـ«ماجان»، وكانت مصدراً رئيساً للنحاس الذي أشعل الثورة المعدنية في أوروبا، كما كانت مركزاً تجارياً في العصر البرونزي يربط بين حضارات بلاد الرافدين، وبلاد فارس، ووادي السند، ومع حلول العصر الحديدي تطورت المنطقة لتصبح مركزاً للابتكار الزراعي والاجتماعي، إضافة إلى أنها شهدت ظهور مدن كبرى قبل الإسلام من مليحة في صحراء الشارقة، حتى «الدور» على ساحل أم القيوين.
ويستعرض الكتاب كيف خرجت المنطقة من عصر ما قبل الإسلام لتصبح مركزاً تجارياً يسيطر على الثروات الهائلة للاحتكار التجاري بين آسيا وأوروبا، وكان شعبها يتاجر عبر البحار السبعة، إلى أن وصل البرتغاليون واشتعلت سلسلة من الصراعات مع الإمبراطوريات الأوروبية التوسعية.
وقال ماكناب، الذي عاش وعمل في منطقة الشرق الأوسط لما يقرب من أربعة عقود، وكرس حياته المهنية لقطاع الإعلام والنشر: «خلال بحثي لإعداد مقالات لمجلات في التسعينات، بدأت أُدرك للمرة ال
أولى أن هناك عمقاً تاريخياً يتم تجاهله في هذه المنطقة، ومع مرور الوقت بدأت أجزاء اللغز تتشابك معاً، وأدركت أن القصة بأكملها مبهرة، وأن هذا المكان الذي نعيش فيه يحتضن إرثاً مذهلاً ودرامياً بشكل لا يُصدّق، تلك هي القصة التي سعيت إلى كشفها في الكتاب، والتي تتسم بالشجاعة الفريدة، والإقدام، والمآسي، والصراعات، والشغف الذي يعود إلى آلاف السنين، ويمتد حتى فجر الإنسانية».
ويستكشف كتاب «أبناء الرمال السبعة» التأثير الهائل لشبكات التجارة التي تعود إلى أكثر من 5000 عام، مسلطاً الضوء على احتكار العرب التجارة مع آسيا، الذي كان مصدر ثراء الإمبراطوريات البيزنطية وجنوة والبندقية، حيث كانت تبحر المراكب الشراعية من موانئ مثل جلفار – التي تُعد النواة الأولى لإمارة رأس الخيمة – إلى الهند وسريلانكا وإندونيسيا وتايلاند والصين، محمّلة بالخزف والحرير والتوابل والمعادن الثمينة، قبل وصول البرتغاليين والقوى الأوروبية الأخرى.
وأكد ماكناب: «سيخلق هذا الكتاب أفقاً أوسع لرؤية الإمارات بعيون جديدة، ستكتسب المباني والمواقع الموجودة حالياً في الإمارات معاني جديدة، والمناطق التي نعرفها منذ سنوات ستنكشف كعناصر رئيسة في القصة الساحرة والمثيرة لدولة الإمارات. ولا يكاد يوجد حجر في هذه المنطقة إلا وله دوره في التاريخ المذهل لهذا المكان».
. 1 فبراير المقبل سيطلق الكتاب خلال مهرجان الإمارات للآداب.