حصلت على الحليب؟ قد يكون هذا هو المفتاح لحماية نفسك من سرطان الأمعاء.
تشير دراسة كبيرة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد ونشرت يوم الأربعاء إلى أن شرب ما يعادل كوبًا من الحليب يوميًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالمرض بنسبة الخمس تقريبًا.
وتقدم هذه النتائج سلاحا جديدا في المعركة ضد رابع أكثر أنواع السرطان شيوعا في الولايات المتحدة، حيث يتم تشخيص أكثر من 150 ألف أمريكي كل عام.
اتصال الكالسيوم
وفحص البحث، الذي نشر في مجلة Nature Communications، 97 عاملاً غذائياً وتأثيراتها على خطر الإصابة بسرطان الأمعاء لدى أكثر من نصف مليون امرأة.
على مدى ما يقرب من 17 عامًا، تم تشخيص 12251 مشاركًا، حيث أظهر الكالسيوم والكحول التأثير الأكثر أهمية على تقليل المخاطر وزيادتها، على التوالي.
ووجدت الدراسة أن إضافة 300 ملغ من الكالسيوم إلى نظامك الغذائي اليومي، في المتوسط، وهي الكمية الموجودة في كوب كبير من الحليب تقريبًا، يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 17٪. كما أظهرت الأطعمة الأخرى الغنية بالكالسيوم مثل الخضر الورقية واللبن والحليب غير الألبان تأثيرًا وقائيًا، مما يشير إلى أن المعدن نفسه هو الذي يقوم بالرفع الثقيل.
والجدير بالذكر أن الباحثين لم يحددوا فائدة مماثلة من تناول الجبن أو الآيس كريم، على الرغم من ربط الجبن ببعض الفوائد الصحية الأخرى بما في ذلك انخفاض خطر انقطاع التنفس أثناء النوم. ولم تبحث الدراسة في تأثير مكملات الكالسيوم.
الأطعمة والمشروبات تزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء
وعززت الدراسة الأدلة السابقة على أن استهلاك الكحول يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء. وجد الباحثون أن شرب ما يعادل كوبًا واحدًا كبيرًا من النبيذ يوميًا قد يزيد من خطر الإصابة بنسبة 15%.
كما ارتبطت اللحوم المصنعة والحمراء بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
وقالت خبيرة التغذية جانيت كيد، الأستاذة في جامعة ليدز والتي لم تشارك في البحث: “تقدم هذه الورقة أدلة مهمة تظهر أن النظام الغذائي العام يمكن أن يؤثر على خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم”.
وقد ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في المراحل المبكرة. على الرغم من أن الخبراء لم يتمكنوا بعد من تحديد السبب الدقيق، إلا أن البعض يتكهن بأن الأنظمة الغذائية الغربية قد تكون السبب.
لماذا الكالسيوم؟
من المعروف منذ زمن طويل أن الكالسيوم يساعد على تقوية العظام والأسنان، لكن مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أنه قد يوفر الحماية ضد السرطان أيضًا.
وقالت كيرين بابير، الباحثة الرئيسية في الدراسة، لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، إن الكالسيوم قد يحمي من سرطان الأمعاء عن طريق الارتباط بالأحماض الصفراوية والأحماض الدهنية الحرة، مما يخلق “صابونًا” غير ضار يمنعها من إتلاف بطانة الأمعاء.
تشير دراسات أخرى إلى أن الكالسيوم يساعد على توازن وتقوية جهاز المناعة، مع تقليل غزو الورم أيضًا.
طرق إضافية لخفض المخاطر الخاصة بك
لتقليل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بشكل أكبر، يوصي الخبراء بتناول الكثير من الألياف من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات، وتجنب اللحوم المصنعة والحد من اللحوم الحمراء. يمكن أن يساعد أيضًا الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين.
وقالت ليزا وايلد، مديرة الأبحاث والشؤون الخارجية في مؤسسة سرطان الأمعاء في المملكة المتحدة: “إن إجراء تغييرات في نمط الحياة يمكن أن يمثل تحديًا، ولكننا نعتقد أن الأمر يستحق الجهد المبذول”.