أظهر ليفربول بطل الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في الموسم الماضي، قدرات مالية مذهلة خلال نافذة الانتقالات الصيفية الأخيرة، حيث وصل مجموع نفقاته إلى 450 مليون جنيه إسترليني.

وأصبح ليفربول أكثر نادٍ في العالم من حيث الإنفاق في “الميركاتو” الماضي الذي أنهاه بضم السويدي ألكسندر إيزاك من نيوكاسل يونايتد في صفقة قياسية بلغت 125 مليون جنيه إسترليني، وقبله تعاقد مع عدد من اللاعبين أبرزهم فلوريان فيرتز وهوغو إيكيتيكي وجيريمي فريمبونغ وميلوس كيركيز وجيوفاني ليوني.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

وجاءت كل هذه الصفقات في ظل قانون مالي تلتزم به جميع الأندية، سواء كانت قواعد الأرباح والاستدامة محليا في إنجلترا أو اللعب المالي النظيف أوروبا، وهو ما تسبب بحالة من الالتباس حول قدرة ليفربول على الإنفاق ببذخ هذا الصيف.

في هذا الإطار، أكدت شبكة “إي إس بي إن” الأميركية أن ليفربول في مأمن من انتهاك اللوائح المالية للدوري الإنجليزي الممتاز أو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

ونجح بطل الدوري الإنجليزي في إتمام هذه الصفقات دون حدوث أي انتهاك محتمل بسبب عدة خطوات ذكية من قبل الإدارة نستعرضها في السطور التالية.

التخطيط المالي الذكي

كان تمديد عقد النجم المصري محمد صلاح في إبريل/نيسان الماضي ولمدة عامين أول مؤشر على أن صيف ليفربول لن يكون عاديا، حينها صرّح اللاعب “لو لم أكن مؤمنا بقدرة النادي على الاستمرار في المنافسة على الألقاب لما جددت العقد”، وفي الأسبوع التالي أكد القائد فيرجل فان دايك الأمر نفسه.

محمد صلاح مدد عقده مع ليفربول حتى عام 2027 (غيتي)

وقال فان دايك بعدما جدد عقده “أعتقد أن فريقنا يجب أن يكون قادرا على المنافسة على الألقاب في السنوات المقبلة. مهما حدث من رحيل لاعبين أو قدوم آخرين أعتقد أنه سيكون صيفا كبيرا، علينا أن نثق في الإدارة التي ستفعل ذلك بشكل صحيح”.

وبالنظر إلى المبلغ الكبير الذي تم إنفاقه، فيبدو للوهلة الأولى أن ليفربول تخلّى عن سياسته التقليدية في الإنفاق بحذر، لكن سنوات من التخطيط المالي الذكي مكنت النادي من رفع القيود هذا الصيف.

وقال ديف باول المتخصص في الأمور المالية بكرة القدم الإنجليزية “سبب قدرة ليفربول على الإنفاق بشكل كبير هذا الصيف بسيط جدا، لقد وضعوا أنفسهم في مستوى يجعل إيراداتهم من بين الأكبر في كرة القدم العالمية، ووصلوا لصيف يمكنهم فيه التحرك بحرية تامة في السوق”.

وأضاف “عرفوا أنه يمكنهم دخول السوق بقوة بعد موسم 2024-2025، فقد حققوا ما يقرب من 90 مليون جنيه من دوري أبطال أوروبا شاملة إيرادات يوم المباراة، بالإضافة إلى مكاسب من الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز. ومن المرجح أن يحقق ليفربول أرباحا صافية قد تتجاوز 700 مليون جنيه إسترليني لأول مرة”.

مزيج مثالي بين القادمين والراحلين

ساهم رحيل عدد من نجوم الفريق، أبرزهم لويس دياز وداروين نونيز وغاريل كوانسا، في تحقيق إيرادات بلغت 260 مليون جنيه إسترليني شاملة الإضافات.

ولم يتعاقد ليفربول في الصيفين الماضيين مع لاعبين مكلفين للخزينة، وهذا ما أتى بثماره الآن.

2228629752 1754826930
الألماني فلوريان فيرتز انضم إلى ليفربول في الميركاتو الأخير قادما من ليفركوزن (غيتي)

وبحسب القواعد المالية لأندية الدوري الإنجليزي، فإنه يمكنها تسجيل خسارة تصل إلى 105 ملايين جنيه إسترليني على مدى 3 سنوات، مع خصومات مسموح بها للاستثمار في البنية التحتية والأكاديمية والفريق النسائي والمبادرات المجتمعية.

سقف الإنفاق وحدود المخاطرة

انتقد بعض أنصار ليفربول حجم الإنفاق المهول معتبرين أنه يتعارض مع تصريحات يورغن كلوب المدرب السابق للفريق الذي اعترف قبل ذلك بعدم قدرة فريقه على المنافسة ماليا مع مانشستر سيتي.

لكن على الأرض، فإن ليفربول يملك قدرة مالية أكبر بكثير بفضل نجاحه التجاري التاريخي، ويمثل هذا الصيف فرصة ذهبية من أجل تأسيس قاعدة متينة لمستقبل طويل مع تشكيل فريق قادر على المنافسة على الألقاب الكبرى لعدة مواسم قادمة.

التعاقد مع جميع الأهداف

ربما تكون هذه المرة هي الأولى في تاريخ ليفربول الذي تنجح فيها الإدارة بالتعاقد مع جميع اللاعبين الذين وضعتهم كأهداف لها وجميعهم في ذروة تألقهم، باستثناء مارك جيهي الذي تعثرت صفقة انتقاله من كريستال بالاس في اللحظات الأخيرة.

UP1EK9E16VQ5E 1736861776
سلوت مدرب ليفربول نجح في الحصول على معظم الصفقات التي أرادها في الانتقالات الصيفية (رويترز)

ويمثّل هذا نجاحا كبيرا في السوق، لكن يتوجب أن يقترن ذلك بالنجاح الرياضي على أرض الملعب.

وقال الهولندي آرني سلوت مدرب الفريق “الضغط دائما موجود. سواء جلبنا 10 لاعبين أو لم نأتِ بأي لاعب، هناك دائما ضغط عند ارتداء هذا القميص”.

الاستثمار والمخاطرة

بالنسبة لمالكي النادي وهي مجموعة “فينواي” الأميركية، فإن هذا الصيف يعكس التزامهم بالنادي الذي فكّروا في بيعه مؤقتا عام 2022.

ومع ذلك يظل الاستثمار محفوفا بالمخاطر، إذ يعتمد على استمرار النادي في دوري أبطال أوروبا وتقديم أداء قوي في الدوري الممتاز لضمان استمرار العوائد المالية الكبيرة.

شاركها.