|

غزة- لا ينقطع مدرب منتخب فلسطين لكرة القدم إيهاب أبو جزر يوميا وعلى مدار الوقت عن متابعة أحوال عائلته وأقاربه في غزة والتواصل معهم في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية، وما ترتب عنها من مجاعة أنهكت أجساد أكثر من مليوني شخص يعيشون في القطاع المنكوب.

ويقول أبو جزر المقيم في مدينة رام الله بالضفة الغربية، للجزيرة نت، إن أشقاءه وشقيقاته وأبناءهم وآلافا من أقاربه يعانون من الجوع والنزوح في غزة بسبب الحرب، ويقف عاجزا عن تقديم المساعدة لهم وتخليصهم من هذا الواقع المرير.

ويضيف “أتواصل مع أشقائي يوميا عبر الهاتف ويعتصرني الألم والحزن وأنا أسمع شكواهم من الجوع وعدم قدرتهم على توفير الخبز لعائلاتهم في خيام النزوح. ويقهرني بكاء أطفالهم، ولا أملك القدرة على إيصال رغيف واحد أو علبة حليب لهم”.

أبو جزر الذي يقود المنتخب الفلسطيني منذ 9 أشهر أكد أنه حاول بشتى الطرق طوال فترة الحرب تقديم المساعدة لعائلته في غزة، لكن إغلاق المعابر بالكامل يحول دون ذلك، وهو ما يزيد من شعوره بالمرارة والأسف.

جماهير منتخب فلسطين خلال مباراته مع العراق في تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 (رويترز)

ويستذكر موقفا صعبا مرّ به في يونيو/حزيران الماضي، حين تزامن موعد مباراة المنتخب الفلسطيني أمام نظيره الكويتي، ضمن الجولة الحاسمة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، مع اضطرار عائلته إلى النزوح من منطقتهم.

وشرح ما حدث قائلا “في ذلك اليوم وقبل موعد المباراة بساعات أصدر جيش الاحتلال أوامر بإجلاء السكان في منطقة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فاضطر الجميع إلى الخروج سيرا على الأقدام لمسافات طويلة بحثا عن الأمان. كان عقلي مشتتا تماما بين إدارة المباراة والقلق على مصير أشقائي وأبنائهم وأقاربي وأصدقائي”.

ورغم صعوبة العمل في ظل استمرار حرب الإبادة وسقوط آلاف الشهداء والجرحى، ومعاناة سكان غزة من المجاعة، لا ينفي مدرب “الفدائي” صعوبة مهمته، لكنه يرى الأمر من زاوية وطنية تتجاوز الوظيفة العادية.

ويقول في حديثه للجزيرة نت إن “قيادة منتخب فلسطين مهمة وطنية في المقام الأول، وليست مجرد وظيفة. القهر والألم الذي نعيشه يشكّل دافعا إضافيا ومحفزا لنا، كجهاز فني ولاعبين، لتحقيق نتائج إيجابية تُرسّخ اسم فلسطين في المحافل الدولية”.

ويضيف “بالنسبة لنا كفلسطينيين، كل مباراة يخوضها المنتخب هي معركة داخل المستطيل الأخضر لإثبات هويتنا ووجودنا، ولتأكيد حبنا للحياة، ومقاومتنا للاحتلال الذي يسلبنا أبسط حقوقنا المشروعة”.

منتخب فلسطين لكرة القدم (الفرنسية)

ودلل مدرب منتخب فلسطين على ذلك بالإشارة إلى تلقيه باستمرار الكثير من الرسائل والاتصالات من مواطنين ومشجعين ولاعبين سابقين وغيرهم ممن هم داخل غزة الموجوعة، ويتابعون أخبار “الفدائي” ويتفاعلون معه، رغم قسوة الظروف.

وقال في هذا الصدد: “من المواقف التي أثرت فيّ كثيرا، رؤية تجمعات المشجعين داخل خيام النزوح لمشاهدة مباريات المنتخب الوطني، وهو ما يثبت نظرة الفلسطينيين المختلفة لمنتخبهم حتى وهم في أحلك الظروف”.

ويتمنى أبو جزر في ختام حديثه أن يتدخل العالم لإيقاف حرب الإبادة والتجويع في غزة قبل فوات الأوان، معربا عن صدمته من جمود المشاعر، رغم مشاهد الموت التي تُعرض على الهواء مباشرة، والتي يراها الجميع من دون أن يحرك ساكنا.

شاركها.
Exit mobile version