ستواجه وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدا داتي، المحاكمة بتهمتَي الفساد وإساءة استخدام السلطة، عندما كانت عضواً في البرلمان الأوروبي، وفق ما ذكره مصدر قضائي.
وجرى توجيه تهمة لداتي (59 عاماً)، في عام 2019، للاشتباه في أنها كانت تعمل لممارسة الضغط لمصلحة رئيس تحالف شركتي «نيسان-رينو» لصناعة السيارات، عندما كانت عضواً في مجلس الشعب الفرنسي، لكن داتي أنكرت هذه المزاعم، وسعت مرات عدة لنفي هذه التهمة عن نفسها، من دون أن تحقق النجاح في ذلك.
وتواجه داتي تهمة قبول 900 ألف يورو، في الفترة بين 2010 و2012، من شركة فرعية لـ«نيسان ورينو» مقرها هولندا، من دون أن تعمل لمصلحتها فعلياً، وكانت داتي عضواً في مجلس النواب الفرنسي في الفترة ما بين 2009 و2019.
وحاولت التحقيقات تحديد ما إذا كانت الوزيرة في الواقع تعمل لممارسة الضغوط في البرلمان الأوروبي لمصلحة شركة صناعة السيارات، وهو نشاط محظور.
وتم تعيين داتي وزيرة للثقافة العام الماضي، في عودة مفاجئة إلى الحكومة خلال الفترة الثانية من حكم الرئيس إيمانويل ماكرون، وكانت وزيرة سابقة للرئيس الفرنسي السابق، نيكولاس ساركوزي، كما شغلت منصب عمدة الدائرة السابعة في باريس، حيث كانت منتقدة صريحة لعمدة المدينة الاشتراكية، آن هيدالغو.
وأصبحت أول امرأة مسلمة تتقلد منصباً حكومياً رئيساً في عام 2007، عندما تم تعيينها وزيرة للعدل.
وقالت داتي إن نشأتها في ضيعة سكنية منخفضة الدخل، على مشارف بلدة شالون سور ساون في بورغندي، منحتها فهماً أعمق من معظم السياسيين في الدائرة الانتخابية الفرنسية، وفي عام 2007 قال ساركوزي إن تعيين داتي «وجّه رسالة لجميع أبناء فرنسا، مفادها أنه بالكفاءة والجهد يصبح كل شيء ممكناً».
وعندما تم تعيين داتي في الحكومة، العام الماضي، كانت تواجه فعلاً تهمة الفساد لمصلحة شركة «رينو ونيسان»، لكنها أنكرت ارتكابها أي عمل خاطئ.
وقال رئيس الحزب الاشتراكي، اوليفيير فور، في ذلك الوقت حول تعيين داتي، إن التحقيق القانوني يمثل مشكلة، قائلاً إنه يرسل «إشارة سيئة»، ويتعارض مع وعود ماكرون بـ«جمهورية مثالية».
وأفاد مصدر قضائي لوكالة «فرانس برس» بأن قضاة التحقيق في فرنسا أمروا أيضاً بمحاكمة الرئيس التنفيذي السابق في «رينو-نيسان»، كارلوس غصن، في القضية، في وقت نفى فيه غصن، الذي يعيش في لبنان منذ سنوات بعد فراره من الاعتقال في اليابان، التهم الموجهة إليه، وستقرر جلسة المحكمة في 29 من سبتمبر المقبل موعد المحاكمة.
وقال مصدر متابع للقضية لوكالة «أ.ف.ب» إن المحاكمة يمكن أن تجري بعد الانتخابات البلدية في باريس، والمزمع أن تتم في مارس 2026.
وتم اعتقال الرئيس التنفيذي السابق لتحالف «رينو – نيسان – ميتسوبيشي»، في اليابان، كارلوس غصن، في نوفمبر 2018، للاشتباه في ارتكابه مخالفات مالية، قبل أن يقيله مجلس إدارة «نيسان» بالإجماع، واستطاع غصن الخروج من اليابان، بينما كان في ظل الكفالة في العام التالي، بصورة دراماتيكية، حيث اختبأ في صندوق آلات موسيقية، وذهب إلى بيروت حيث يعيش الآن، فيما تسعى اليابان وفرنسا إلى اعتقاله. عن الـ«غارديان»
. داتي تواجه تهمة قبول 900 ألف يورو من شركة فرعية لـ«نيسان ورينو».