22/8/2025–|آخر تحديث: 13:21 (توقيت مكة)
حذّر رائد الأعمال التقنية الأميركي كريستوفر بوزي من أن الولايات المتحدة دخلت فعليا مرحلة الفاشية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، بينما تقف قيادة الحزب الديمقراطي عاجزة ومترددة في مواجهة ما وصفه بـ”انقلاب ذاتي على الدستور”.
وفي مقال رأي نشرته مجلة نيوزويك الأميركية، أكد بوزي أن ما يجري ليس تهديدا محتملا بل واقع قائم، مشيرا إلى أن وزارة العدل تحولت إلى أداة لقمع المعارضين، وأن واشنطن العاصمة التي يشكل السود نصف سكانها تقريبا قد جُردت من حكمها الذاتي، في حين أقيم في ولاية فلوريدا ما وصفه بـ”معسكر اعتقال”.
وأوضح أن المسؤولين المنتخبين الذين يتجرؤون على رفع أصواتهم بالمعارضة يُستهدفون، ومكاتب المحاماة يتم ابتزازها، وشبكات التلفزة تُجبر على الإذعان.
وأضاف أن ترامب استغل مؤسسات الدولة الفدرالية سلاحا لتجميد منح بمليارات الدولارات، ومهاجمة الحرية الأكاديمية، وإسكات الأصوات المعارضة، في حين يكتفي الديمقراطيون بالبيانات القوية على الورق.
تراجع الديمقراطيين
وقال إن الفاشية لم تعد تهديدا قادما إلى أميركا، بل هي موجودة بالفعل، من دون مقاومة تُذكر من أولئك الذين أقسموا على حماية الدستور.
وانتقد الكاتب حالة الشلل التي تعيشها قيادة الحزب الديمقراطي داخل الكونغرس، لافتا إلى أن زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز اعترف علنا بأنه لا يعرف ما الأدوات المتاحة لمواجهة ترامب.
وأشار رائد الأعمال التقنية في مقاله إلى أن القاعدة الشعبية الديمقراطية تشعر بغضب عارم، مستشهدا باستطلاع أجرته شبكة (سي إن إن) الإخبارية في مارس/آذار الماضي أظهر أن 73% من الديمقراطيين والمستقلين الميالين لهم يعتبرون أن ممثلي الحزب لا يفعلون ما يكفي للتصدي لترامب.
حلول مقترحة
ووفقا للمقال، فإن الرهان على القضاء أو على انتخابات 2026 لإنقاذ الديمقراطية هو “رهان ساذج”، في ظل تسريع ترامب لتعيين القضاة وتفكيك أنظمة الانتخابات.
وقدّم بوزي بعض المقترحات للديمقراطيين دعا فيها إلى:
- أولا: تنحي القيادات الديمقراطية الحالية إذا عجزت عن المواجهة.
- ثانيا: إقالة كين مارتن من رئاسة اللجنة الوطنية الديمقراطية، معتبرا أن الحزب بحاجة “قيادة تفهم أنه عندما يطرق الفاشيون الباب، لا تطلب منهم بأدب المغادرة، بل تغلق الباب، وتدق ناقوس الخطر، وتقاتل بكل ما لديها”.
- ثالثا: إسناد القيادة إلى السياسية والمحامية ستايسي أبرامز، التي وصفها بأنها تمتلك خبرة مباشرة في مكافحة قمع الناخبين وتعبئة المجتمعات المهمشة، وتعرف كيف تحرك المجتمعات التي أهملها الديمقراطيون.
وحذّر بوزي من أن العالم يراقب أميركا وهي تسقط، في حين يعكف حلفاؤها على وضع الخطط لمرحلة “ما بعد الديمقراطية”، وبينما تُسجل الأنظمة الاستبدادية الملاحظات حول السرعة التي تنهار بها الديمقراطية عندما يرفض أنصارها الدفاع عنها.
وختم مقاله بالتأكيد على أن “البيت يحترق، وقيادة الديمقراطيين ما زالت تناقش لون الطلاء”، داعيا إلى تحرك عاجل “لأن التراخي يعني خسارة الديمقراطية بالكامل”.
وتجدر الإشارة إلى أن كريستوفر بوزي هو مؤسس شركة (بوت سنتينيل) ومنصة (سبوتيبل) التي تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأعمال في النمو والتوسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.