الخرطوم- شهدت عدة ولايات سودانية خلال 48 ساعة الماضية أمطارا غزيرة مصحوبة بعواصف قوية، أدت إلى مصرع 27 شخصا، 23 منهم في ولاية نهر النيل شمال الخرطوم، التي تعد أكثر الولايات تضررا بحسب تأكيد وزير البنية التحتية سمير سعيد للجزيرة نت.

وقال الوزير إن الأمطار التي ضربت الولاية خلال اليومين الماضيين أدت إلى تضرر 290 منزلا بشكل كلي، و2038 آخر بشكل جزئي، بالإضافة لدمار مرفقين حكوميين.

ويحذر خبراء الأرصاد من أن السودان يشهد الآن موجة أمطار قوية جدا ربما تكون الأقوى منذ عشرات السنين، حيث يتوقعون استمرار هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بالزوابع الرعدية والرياح الشديدة، لتشكل سيولا على مدى الأيام المقبلة.

وحسب آخر تقرير حكومي للغرفة المركزية لطوارئ الخريف، صدر الأربعاء، واطلعت عليه الجزيرة نت، فإن الأمطار الغزيرة ضربت كلا من الولاية الشمالية، ونهر النيل، والخرطوم، والجزيرة، والقضارف، وكسلا، وسنار.

التغير المناخي

عزا الوزير سعيد الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها الولاية إلى التغير المناخي، مشيرا إلى أن أمطار هذا العام غير مسبوقة، وأن كميات المياه الكبيرة التي خلّفتها الأمطار والسيول لم يتم استيعابها عبر المصارف المحدودة.

وأوضح أن الأمطار ظلت تهطل على مدى 4 أيام على التوالي في مناطق واسعة بالولاية، “وهذا لم يحدث من قبل، كما أن سلوك المواطنين في التعدي على مصارف الأمطار زاد من حجم الكارثة” حسب قوله.

وقال إن محليات الولاية الآن في حالة استنفار كامل لتصريف المياه، وسط توقعات بتواصل هطول الأمطار، مشيرا إلى أن حكومة الولاية رفعت تقريرا تفصيليا عن الأضرار التي خلّفتها الأمطار والسيول إلى المجلس الأعلى للدفاع المدني من أجل التدخل.

من جهته، أكد الراصد الجوي والناشط في متابعة أحوال الطقس المنذر أحمد الحاج أن “موجة الأمطار التي تضرب البلاد هي الأقوى منذ عشرات السنين، وستكون حدثا تاريخيا”، وتوقع أن تشهد الولايتان الشمالية ونهر النيل شمال السودان أمطارا غزيرة جدا، وطالب السلطات برفع درجة الإنذار إلى المستوى الأحمر في الولايتين.

وسبق أن أطلقت الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية، مساء الاثنين 18 أغسطس/آب الجاري، إنذارا برتقاليا يُشير إلى درجة خطورة عالية، حيث كانت تتوقع هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية ونشاط قوي للرياح في عدد من الولايات السودانية.

الأمطار الغزيرة استمرت بالهطول على مدى 4 أيام مما رفع مستوى المياه بشكل غير مسبوق (الفرنسية)

ألف شخص متضرر

وأكدت شبكة أطباء السودان التطوعية أن فرقها الميدانية، في كل من محلية شندي والدامر وعطبرة، رصدت تضرر 154 منزلاً، وأن ما لا يقل عن 1078 شخصا باتوا في حاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والخدمات الصحية العاجلة، محذرة من المخاطر الصحية المترتبة على أوضاع النزوح وفقدان المأوى في ظل انتشار الأوبئة.

وأطلق مساعد المدير العام للدفاع المدني للطوارئ والكوارث اللواء قرشي حسين عبد القادر تحذيرا للمواطنين القاطنين على ضفاف النيل والأنهار والمصارف، منبها لأخذ الحيطة والحذر حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم، خصوصا في المناطق ذات الهشاشة الواقعة على مجاري المياه.

يذكر أن الخسائر الناتجة عن الأمطار والسيول تتكرر بشكل سنوي في السودان، لكن تعرض ولاية نهر النيل لهذه الكمية من هطول الأمطار وجريان السيول في الولاية الشمالية يعد الحدث الأبرز هذا العام، لأن معدل هطول الأمطار في الولايتين يعد الأقل من بين الولايات، وهو ما يعزز ما ذهب إليه الخبراء بشأن التغير المناخي الذي يتأثر به السودان.

شاركها.