يقول أعضاء المجالس المحلية والناشطون إن آلاف المنازل في جميع أنحاء إنجلترا تُبنى من دون بنية تحتية مجتمعية ضرورية، ما يترك العائلات من دون إمكانية الوصول إلى الملاعب والمدارس والمتاجر، وحتى المراكز الصحية، وفي الأماكن التي تُبنى فيها المرافق، قد يستغرق استخدامها سنوات، وفقاً لما أُبلغت به صحيفة «الغارديان».

وعلى مشارف قرية «كريسينغ» في «إسيكس»، يقع مشروع «بادوكس»، وهو مشروع تطويري يضم 225 منزلاً جديداً، مع ملعب محاط بلافتتين تحذيريتين: «ممنوع الدخول» و«ممنوع دخول الأطفال».

ويقول كيفن ديل، أحد الناشطين المحليين: «لقد مرت ثلاث سنوات منذ أن انتقلت العائلات إلى هنا، المنازل تطل على ملعب غير مكتمل»، ويشير إلى أنه لا توجد متاجر، ولا أماكن للعب الأطفال، كما أن الأشجار المزروعة حديثاً ماتت.

وفي «ويستفيل بارك»، في «سري»، اتخذ أعضاء المجلس قراراً حاسماً بوقف بناء آلاف المنازل لضمان توفير منطقة لعب ومرافق محلية.

ويقول رئيس مجلس «ويستفيل بارك»: «كان من المفترض بناء متاجر ومركز مجتمعي وملاعب بمجرد وصول عدد المنازل إلى 600 منزل، لكننا تجاوزنا 1000 منزل ولم نجد شيئاً».

ويضيف ستيف تشامبرز، الذي دأبت حملته «من أجل منازل جديدة» على إرسال متطوعين لزيارة مشروعات الإسكان في جميع أنحاء البلاد سنوات عدة: «نبني منازل على أطراف المدن في أماكن تفتقر إلى وسائل النقل العام، حيث لا يجد المراهقون مكاناً يذهبون إليه بمفردهم».

ويتابع تشامبرز: «شاهد متطوعونا مشروعات سكنية لا تضم متاجر أو مقاهي، وليس هناك مساحة كافية للعب».

وفي حالة مشروع «بادوكس»، الذي بنته شركة «كونتريسايد هومز» المملوكة لمجموعة «فيستري»، كانت العملية طويلة ومعقدة، إذ بدأ بناء المشروع عام 2021، لكن المجلس المحلي اتخذ لاحقاً إجراءات ضد «فيستري» و«كونتريسايد هومز» لأنه «اتضح أن المشروع لم يُبنَ وفقاً لتصريح التخطيط».

وتمت الموافقة أخيراً على طلب تخطيط جديد لتسوية ما تم بناؤه في مارس 2025، وقال المجلس المحلي: «نواصل العمل مع المطور لتجهيز المساحة المفتوحة، بما في ذلك منطقة اللعب».

وإضافة إلى ملعب مغلق، يُشير كيفن ديل إلى أنه «لا يوجد متجر، ولا حديقة ألعاب، ولا مقهى»، في وقت تُشير فيه شركة «فيستري»، المُطورة للمشروع، إلى أنه بموجب اتفاقية التخطيط ليست مُلزمة ببناء متجر أو مقهى أو حديقة.

وفي ما يتعلق بالأشجار التي ماتت، تُصرّح الشركة بأن هذه المشكلة «شائعة في الزراعات الجديدة» وسيتم تصليحها على نفقتها الخاصة.

وصرحت مجموعة «فيستري» لصحيفة «الغارديان» بأن من المقرر افتتاح الملعب هذا الصيف، لكنه مغلق «حتى اكتمال تنسيق الحدائق المحيطة به، ويخضع الملعب لتسوية شرط تخطيطي، وستواصل (فيستري) العمل عليه بالشراكة مع هيئة التخطيط المحلية لاستكماله».

كما تُشير الشركة إلى أن التغييرات التي أُجريت بعد الحصول على التصريح الأولي كانت «قياسية»، وأنها تعمل وفقاً للخطة المحلية. وأضافت: «تُوفر الخطة المحلية الإطار لكيفية تطوير المنطقة».

وفي ما يخص «سيلفر إند»، وهو مشروع تطوير عقاري آخر قريب، يضم 350 عقاراً، بنتها شركة «ريدرو هومز»، يقول جيمس أبوت، عضو المجلس المحلي المؤيد للبيئة، والذي شغل عضوية لجنة التخطيط المحلية في منطقته لمعظم السنوات الـ26 الماضية، إن المطورين رفضوا طلبات توفير مساحة أساسية للمجتمع، على الرغم من عرض السكان المحليين المساهمة في الأعمال مجاناً، وقال أبوت: «طلبت منهم أن يمنحونا فرصة المشاركة في إنجاز مبنى لرعاية الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وكان لدينا حرفيون محليون متطوعون يعرضون القيام بالباقي، لكن (ريدرو هومز) رفضت»، وتؤكد «ريدرو هومز» أن بناء مبنى في تلك المنطقة لم يكن مدرجاً في الخطة، وتقول: «استلمنا الموقع بمخطط أولي معتمد مسبقاً، والذي تضمن تمويلاً بقيمة 2.5 مليون جنيه إسترليني لدعم البنية التحتية المحلية، لكنه لم يتضمن مركزاً مجتمعياً»، وتضيف: «ناقشنا إمكانية تعديل الخطط مع السلطة المحلية، لكن تقرر المضي قدماً في الخطط الأصلية، ويحتوي الموقع على مساحة محمية متبقية لبناء مرافق رعاية الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة» عن «الغارديان»


قاعة مجتمعية

تُظهر محاضر اجتماعات التخطيط أن شركة «ريدرو هومز» عرضت إنشاء قاعة مجتمعية في مجمع «سيلفر إند»، كجزء من إعادة التفاوض على مادة في الاتفاقية، الأمر الذي رفضه المجلس المحلي.

ويعتقد جيمس أبوت، المؤيد للبيئة، أن المطورين يتمتعون بحرية مفرطة، وقال: «التغييرات التي أُجريت على نظام التخطيط، في ظل كل من حزب المحافظين وحزب العمال، وضعت المطورين في موقف قوي للغاية لبناء منازل تُعظم أرباحهم».

شاركها.
Exit mobile version