أثار إعلان الأمم المتحدة تفشي المجاعة في قطاع غزة رسميا تفاعلا واسعا بمنصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تأكيد مواجهة نصف مليون إنسان خطر الجوع الكارثي في القطاع.

وتُعتبر هذه هي  المرة الأولى التي تُعلن فيها المجاعة بمنطقة الشرق الأوسط، حيث اعتمد برنامج التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لإعلان المجاعة في غزة على 3 معايير أساسية: ارتفاع معدلات الجوع الشديد إلى 36%، وتضاعف معدلات الإصابة بسوء التغذية الحاد بين الأطفال إلى 16%، ووصول معدل الوفيات يوميا إلى شخصين من بين كل 10 آلاف شخص.

ومن جهة أخرى، تتحمل إسرائيل التزامات قانونية بضمان توفير الغذاء والدواء لسكان غزة دون عوائق، ووقف فوري لإطلاق النار، بنص المادتين 23 و55 من اتفاقية جنيف الرابعة، والمادتين 6 و8 من نظام روما الأساسي.

وتركز تفاعل النشطاء حول هذا الإعلان وفقا لحلقة (2025/8/24) من برنامج “شبكات” على محورين رئيسيين: الأول يتعلق بانتقاد الموقف العربي والدولي المتقاعس، والثاني يركز على الوصف المأساوي للأوضاع الإنسانية في القطاع وانتقاد الازدواجية الأميركية.

وفي هذا الإطار، عبر المغرد علي عن إحباطه الشديد، وانتقاده للموقف العربي، وكتب يقول “للأسف سيأتي يوم نُلعن فيه جميعا لأن الأجيال القادمة لن تغفر لنا عجزنا عن رفع الظلم الذي يقع على المعذبين في فلسطين وعلى الأخص في غزة”.

وأضاف موضحا “إعلان المجاعة أو عدم إعلانها لا يغير شيئا من أرض الواقع، لم يفعل العالم وفي مقدمتهم العرب أي شيء لإيقاف الإبادة في غزة منذ ما يقارب الـ700 يوم فهل سيتحركون الآن؟”

واستكمل علي انتقاده بالقول “الخذلان العربي أشد إيلاما من الحرب والمجاعة… ولكن الله عدل وما كان ربك نسيا”.

الجانب الإنساني

ومن جانبها، ركزت الناشطة إسراء على الجانب الإنساني، وغردت تقول “مازال أهل غزة يعانون من سوء التغذية نتيجة افتقار أجسادهم لكثير من العناصر الغذائية الهامة كالبروتين والحديد والفيتامين والألياف والسكر الطبيعي، التي تتوفر في الخضار والفواكه واللحوم والبيض”.

ومن زاوية أخرى وجه صاحب الحساب فؤاد انتقاده للموقف الأميركي، حيث كتب يقول: “الأمم المتحدة تصف المجاعة في غزة بأنها ‘وصمة عار أخلاقية’، لكن السفير الأميركي يشكك! لماذا هذا الاصطفاف مع الجاني؟”.

ويأتي هذا التفاعل في الوقت الذي انهالت فيه ردود الفعل الدولية الغاضبة على إسرائيل، وحمّلتها مؤسسات أممية ومنظمات إغاثية وحقوقية المسؤولية عن الكارثة الإنسانية في غزة.

وطالبت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، بوقف فوري للحرب والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون أي عوائق.

كما أن من المنتظر أن تزداد الضغوط الدولية على إسرائيل، فطبقا للوائح محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، فإن إعلان المجاعة سيقود إلى ملاحقات قضائية ضد إسرائيل بتهم جرائم الحرب المتعلقة باستخدام التجويع سلاحا.

ورغم ذلك، فإن الحكومة الإسرائيلية مستمرة في استخدام الجوع سلاحا، ولا تزال تنكر المجاعة أصلا، وقد شنت حملة ضغط عكسية لتكذيب التقرير الأممي الأخير الذي أكد تفشي المجاعة في القطاع.

|

شاركها.
Exit mobile version