Published On 2/9/2025
|
آخر تحديث: 17:19 (توقيت مكة)
قالت صحيفة لاكروا إن قوات الدعم السريع، التي تحاصر وتجوّع المدينة الرئيسية في شمال دارفور منذ مايو/أيار 2024، تفرض رسوما ضخمة بالمعايير المحلية على المدنيين الساعين للفرار من الموت المحقق هناك.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير بقلم فينسيان جولي- أن الرسوم التي تفرضها قوات الدعم السريع تصل إلى 290 دولارا، وهي تساوي 600 ألف جنيه سوداني إذا صرفت في السوق السوداء، وهو مبلغ ضخم على كل من يرغب في الفرار حيا من الفاشر أن يدفعه، حسب الدورية الأسبوعية الأفريقية “ذا كونتيننت”.
وتحاول قوات الدعم السريع، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، منذ مايو/أيار 2024 الاستيلاء على المدينة، وهي آخر مدينة في المنطقة يسيطر عليها الجيش السوداني، ولكن رجال المليشيات يسيطرون على جميع منافذ الخروج منها، ويشيدون جدارا ترابيا لتعزيز حصارهم لها.
مجاعة منظمة
ويحرس رجال المليشيات المسلحة الطريق الرئيسي الخارج من المدينة، ولذلك فالحل الوحيد -كما تقول الصحيفة- هو دفع ثمن للخروج. وتقول حكمة وهي شابة سودانية فرت مع أطفالها الأربعة واضطرت إلى دفع مليون ونصف مليون جنيه سوداني (نحو 800 دولار)، “نحن مجبرون على دفع رسوم عبور باهظة”، انتهى جزء كبير منها في جيوب قوات الدعم السريع.
ويمكن لمن لا يستطيع تحمل التكاليف التوجه إلى أحد المخيمات القريبة مثل أبو شوك الذي يفتقر إلى مياه الشرب والطعام ويتعرض لهجمات دورية من قوات الدعم السريع، أو البقاء في البلدة المحاصرة التي وصفتها اليونيسف الأسبوع الماضي بأنها “جحيم”.
هناك، يحاصر نحو 750 ألف مدني يعانون من مجاعة منظمة -حسب منظمة “فكرة” السودانية- حيث تقطع قوات الدعم السريع طرق الإمداد، وتغلق الأسواق، وتنهب المساعدات، حتى إن معظم السكان يعيشون على “الأمباز” (علف الماشية).
ومع ذلك، ورغم القصف اليومي والجوع، تواصل الفاشر مقاومة المليشيات شبه العسكرية التي تسعى جاهدة لتشديد حصارها وإحكامه ببناء جدار ترابي حول المدينة حسب مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل في الولايات المتحدة، حيث أظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي تم تحليلها أنهم أقاموا بالفعل 31 كيلومترا من السدود في الشمال الغربي والشرق.
ويذكر التقرير أن “هذه السدود تشكل حواجز تمنع تدفق الغذاء والدواء وتمنع الناس من مغادرة الفاشر”، في حال حدوث نزوح مدني جماعي، وتمكن قوات الدعم السريع من قتل من يتسلقون السدود بسهولة، كما تقول الصحيفة.