19/7/2025–|آخر تحديث: 14:38 (توقيت مكة)
انتقد الكاتب الإسرائيلي إيشاك كالديرون أديزس استخدام تهم معاداة السامية ضد كل من ينتقد قرارات سياسية مثل الحرب على غزة، حتى بحق ناجين من المحرقة مثله.
وقال أديزس (87 عاما) في مقاله بصحيفة هآرتس الإسرائيلية: “إذا صرخت أنا، الناجي من المحرقة النازية (الهولوكوست)، فسوف يُقال عني إنني معاد للسامية”. وأبرز أن هذا المصطلح يستخدم سلاحا، ودرعا لتجنب أي انتقاد مشروع لسياسات الحكومة.
وتابع إن أي شخص غير إسرائيلي ينتقد الفظائع المرتكبة بحق الفلسطينيين بناء على تقارير موثقة يتهم سريعا ومباشرة بمعاداة السامية.
وقال إن “هذا الاستخدام الرخيص للمصطلح يجعله أداة للهروب من المساءلة”، موضحا أن مصطلح معاداة السامية صار “ذريعة مريحة تعفينا من النظر في المرآة والقيام بالمراجعة المؤلمة لكنها ضرورية”.
وزاد إن الفلسطينيين “يُطردون من بيوتهم في الضفة الغربية، وقطاع غزة أصبح ركاما، والأطفال الفلسطينيون الجائعون يتوسلون في الشوارع”، بينما يتلقى “الجنود الإسرائيليون أوامر بإطلاق النار على مدنيين يصطفون للحصول على الطعام. ومع علمنا أن هذه الحرب يمكن إيقافها، كيف يمكن لأي إنسان أن يلتزم الصمت؟”.
ويقول إنه إذا رفع صوته سيتهم بمعاداة السامية، وعلق على ذلك: “ناجٍ من المحرقة يُتَّهم بمعاداة السامية؟ كم هو مؤلم وسريالي”.
وأكد أديزس، أن الاستخدام المفرط لمصطلح “معاداة السامية” جرَّده من قوته، موضحا أن تصرفات إسرائيل هي ما يغذِّي معاداة السامية.
وذكر أن الغالبية العظمى من الطلاب الذين يحتجون على إسرائيل في العالم ليسوا معادين للسامية، بل إن كثيرا منهم يهود.
الاستخدام المفرط لمصطلح “معاداة السامية” جرَّده من قوته، موضحا أن تصرفات إسرائيل هي ما يغذِّي معاداة السامية
وحذر من عدم الاستماع لصوت طلاب اليوم وهم قادة الغد، ويؤكد أن “هذا الاشمئزاز من إسرائيل سيزداد”.
وشرح بأن استخدام مصطلح معاداة السامية كمبرر يُعفي الدبلوماسية العامة الإسرائيلية من واجبها، وقال إنه عندما سأل مسؤولين كبار في وزارة الخارجية عن سبب غياب التواصل الدولي الجاد، كان ردهم: “لا فائدة من التوضيح، فهم يكرهوننا على أي حال”.
ولم يخف أديزس دعمه حقَ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه دعا للتساؤل، إن كان الحل هو في استمرار رفض أي نقد أجنبي والاختفاء خلف مصطلح معاداة السامية حتى يفقد معناه كاملا.