حذر خبراء من أن الأطفال المحرومين، الذين من المتوقع أن يستفيدوا أكثر من التعليم في السنوات المبكرة، معرضون لخطر الضياع، وذلك مع بدء المرحلة النهائية من إطلاق مخطط رعاية الأطفال الممول من الحكومة في إنجلترا.
وسيصبح الآباء العاملون، الذين يكسبون نحو 100 ألف جنيه استرليني سنوياً، مؤهلين للحصول على 30 ساعة لرعاية أطفالهم، منذ أمس، خلال الفصل الدراسي للأطفال من سن تسعة أشهر وحتى بدء الدراسة.
لكن العائلات التي لا تكسب ما يكفي من المال عليها أن تدفع 205 جنيهات إسترلينية أسبوعياً في المتوسط، مقابل مبلغ التعليم المبكر نفسه لطفل دون سن الثانية، وفقاً لتحليل أجرته مؤسسة «كورام الخيرية» لرعاية الأسرة والطفل.
وتقول المؤسسة الخيرية إن طفل الوالدين العاملين الذين يستوفون شروط الأهلية سيحصل على تعليم مبكر ممول من الحكومة، يزيد ثلاثة أضعاف عما يحصل عليه الطفل المحروم عند التحاقه بالمدرسة.
وتقول وزارة التربية إنه سيكون هناك نوع من الدعم بالنسبة للأطفال ذوي العائلات الفقيرة، ويمكن أن تحصل العائلات ذات الدخل المنخفض على 15 ساعة أسبوعياً لأطفالها البالغين من العمر عامين، ويحق لجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وأربع سنوات الحصول على 15 ساعة بصرف النظر عن وضع والديهم المهني وستتوافر مساعدات أخرى، حسب الظروف.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر إن «إطلاق 30 ساعة من رعاية الأطفال المجانية هو وعد قطعناه وسنوفي به، وهي لحظة تاريخية للأسر العاملة في جميع أنحاء البلاد، وإشارة واضحة إلى أن خطتنا للتغيير ليست مجرد كلام، بل هي عمل أيضاً».
بدورها، حذرت رئيسة مؤسسة «كورام» لرعاية الأسرة والطفل، ليديا هودجز، من أن اتساع الفجوة بين استحقاقات الأطفال المحرومين وأولئك الذين يعمل آباؤهم أصبح أكبر مما مضى.
وتنطلق المرحلة النهائية من تطبيق البرنامج وسط تحذيرات متواصلة بشأن تحديات التوظيف والتمويل، وذكرت المؤسسة الوطنية للبحوث التربوية أن متوسط دخل العاملين في مرحلة الطفولة المبكرة انخفض بنسبة 36% مقارنة بالعاملين الآخرين في الفترة 2022-2023، وبينما يسير نمو أعداد الموظفين على المسار الصحيح، أشارت المؤسسة إلى أن هذا النمو قد لا يستمر بالضرورة.
وقال رئيس قسم القوى العاملة في قطاع التعليم في المؤسسة الوطنية للبحوث التربوية جاك وورث: «من الضروري معالجة تحديات القوى العاملة في هذا القطاع، بحيث يكون جذاباً بما يكفي لتوظيف موظفين جدد، وفي الوقت نفسه، للاحتفاظ بمستوى أعلى من الموظفين، لضمان قدرته على تلبية متطلبات استحقاق رعاية الأطفال المجانية الموسع».
وأضاف وزير التربية والتعليم، بردجيت فيليبسون: «لن يكون الأمر سهلاً، ولكن في ظل كل هذه المتناقضات، تمكنا من تطبيق خطتنا من أجل التغيير، وهذه ربما ستكون مجرد البداية. وأنا أريد طريقة لإيصال الحياة عالية الجودة في السنوات الأولى من عمر الطفل لكل أسرة تحتاجها، دون قيود أو رسوم غير عادلة». عن «الغارديان»