حذرأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة ، من استمرارما يحدث في غزة من أزمة إنسانية غير أخلاقية تتحدى الضمير العالمي.

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها عبر حلقة الفيديو المغلقة إلى إجتماع الجمعية العالمية لمنظمة العفو الدولية المنعقدة أعمالها اليوم في العاصمة التشيكية براغ.

وقال إنه “إذ أدان الهجمات التي شنتها حماس في السابع من أكتوبرعا 2013، إلا أنه لا يقبل أي تبرير للإنفجار والموت والدمار المتواصل منذ ذلك الحين” موضحا أن حجم ونطاق هذه الأحداث يتجاوزان أي شيء شهده المجتمع الدولي في الآونة الأخيرة.

أضاف : ” لا أستطيع تفسير مستوى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه من قبل الكثيرين في المجتمع الدولي، حيث إنعدام الرحمة وانعدام الحقيقة وانعدام الإنسانية”.

ولفت إلى أنه إلى جانب تجويع سكان غزة فإن موظفي الأمم المتحدة أيضا يتضورون جوعا أمام أعين العالم،وقال “إن ظروفهم التي لا يمكن تصورها قد جعلتهم مخدرين ومنهكين لدرجة أنهم لا يشعرون هل أموات أم أحياء”.

وتحدث عن أطفال غزة “الذين باتوا يعبرون عن رغبتهم في الذهاب إلى الجنة، لأنهم على الأقل، كما يقولون، سيجدون الطعام هناك”.

وأكد أنه أمام هذه الحالة ستواصل الأمم المتحدة رفع صوتها عند كل فرصة، رغم أن “الكلمات لا تُطعم الأطفال الجائعين”.

وتطرق الأمين العام إلى الإحصائية التي سجلتها الأمم المتحدة وتشير إلى أنه منذ 27 مايو الماضي، قتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، مؤكدا أن هؤلاء لم يُقتلوا في القتال، بل أثناء حالة يأسهم ولمجرد حصولهم على الطعام بينما يتضور جميع السكان جوعا.

وشدد على ضرورة العمل للوصول إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن فورا ودون قيد أو شرط، وعدم عرقلة الوصول الإنساني الفوري للسكان المتضررين في غزة، مؤكدا في هذا الإطار ضرورة إتخاذ خطوات عاجلة وملموسة لا رجعة فيها نحو حل الدولتين.

وعبر غوتيريش عن وقوف الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد للاستفادة إلى أقصى حد من وقف إطلاق النار المحتمل لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل كبير في مختلف أنحاء قطاع غزة، على غرار ما فعلته بنجاح خلال فترة الهدنة السابقة في غزة.

ولفت إلى أن هناك قوى قوية تتصدى لحقوق الإنسان، وللنظام الدولي الذي أنشىء  لحمايتها ودعمها، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية وقال :”نحن في معركة عالمية من أجل الكرامة الإنسانية ومن أجل حقوق الإنسان وتحقيق العدالة، والنظام متعدد الأطراف”، في وقت يشهد فيه العالم اليوم تصاعدا في الأساليب القمعية التي تهدف إلى تقويض احترام حقوق الإنسان.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى ضرورة دفع الدول للدفاع عن حقوق الإنسان بشكل مستمر وعالمي عندما يكون ذلك غير ملائم، وحث على اتخاذ إجراءات لمواجهة ما أسماه “سيل الأكاذيب والكراهية الذي يلوث الفضاء الرقمي،” مشددا على أن محاولات التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي بات يشكل سلاحا قويا في يد الإستبداديين.

وقال غوتيريش :”يجب علينا البناء على المكاسب التي تحققت بشق الأنفس، بما في ذلك الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية، من خلال الإصرار على المساءلة القانونية، والمطالبة بالعدالة المناخية”.

شاركها.