تناول تقرير تحليلي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية التحديات التي تواجه إسرائيل لإيقاف أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة، وأكد أن العوامل الجوية حتى الآن هي “حليف إسرائيل الأكبر”، إذ أجبرت العواصف السفن على العودة إلى برشلونة.

وقال سيث فرانتزمان -مراسل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة- إن الأسطول، المكوّن من نحو 20 سفينة، ويضم ناشطين بينهم الناشطة غريتا ثونبرغ، كان يستعد للإبحار مجددا، ولكنه توقف مؤقتا بسبب الطقس، وعاود رحلته اليوم.

ولفتت الصحيفة إلى أن وسائل إعلامية، منها “سي إن إن”، توقعت انضمام ما يصل إلى 70 سفينة إلى الأسطول أثناء إبحاره، على أن يصل إلى سواحل غزة في منتصف سبتمبر/أيلول، تزامنا مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وحسب التقرير، هناك آمال بأن تواجه بعض السفن أعطالا ميكانيكية تمنعها من الانضمام إلى الأسطول، مما يصب في مصلحة إسرائيل، في حين قد تؤدي تهديدات السجن والترحيل إلى ردع بعض الناشطين، ومن المتوقع أن يواصل آخرون الرحلة لجذب انتباه العالم.

تحديات لوجستية

وأكد فرانتزمان أن القوات الإسرائيلية لن تحتاج للبحث عن أسطول الصمود طويلا أو ملاحقته في المياه، فمن المتوقع أن ينشر الناشطون تقارير دورية عن مواقعهم سعيا للحصول على تغطية إعلامية لرحلتهم.

ولكن يرى الكاتب أن اعتراض أسطول مكوّن من عشرات السفن سيكون مهمة معقدة، ويكمن التحدي الرئيسي -وفق المقال- في إيقاف “جميع السفن في الوقت ذاته وجرها إلى الموانئ الإسرائيلية”.

وأوضح التقرير أن إسرائيل تخشى تكرار سيناريو سفينة “مافي مرمرة” التركية عام 2010، الذي أسفر عن مقتل 10 ناشطين وأزمة دبلوماسية مع تركيا، ولكنه استدرك قائلا إن إسرائيل تعلمت من ذلك الحادث وطورت إستراتيجياتها لدهم مثل هذه التحركات.

وأضاف أن إسرائيل نجحت منذ ذلك الحين في اعتراض قوافل بحرية من دون خسائر بشرية، سواء عبر منع السفن من الإبحار من دول الانطلاق أو من خلال توقيف الطواقم وإعادتهم إلى بلادهم.

الاحتلال الإسرائيلي قتل 10 أتراك وأصاب آخرين على سفينة “مرمرة” التي حاولت فك حصار غزة (أسوشيتد برس)

تحديات قانونية

ووفق الكاتب، تواجه إسرائيل عقبات قانونية كذلك، فمع أنها أوقفت في السابق سفن ناشطين في المياه الدولية، إلا أن القانون الدولي حال دون محاكمتهم، لغياب أي نص قانوني يجرّم تحرك السفن البحرية في أعالي البحار.

وحسب التقرير، حتى لو أعلنت هذه القوارب بوضوح نيتها الوصول إلى غزة، فمن غير المؤكد ما إذا كانت المحاكم الإسرائيلية ستفرض أحكاما بسجن الناشطين لفترات طويلة، لعدم وجود خرق مباشر للقانون الإسرائيلي.

وقدر الكاتب وصول القوارب إلى غزة خلال 15 أو 20 يوما، لكنه أضاف أن رياح البحر المتوسط قد تشتد في بعض الأيام، مما يثير الشكوك حول قدرة السفن الصغيرة على مواصلة الرحلة من دون توقفات أو خسائر.

وخلص الكاتب إلى أن قرار الأسطول العودة إلى برشلونة بسبب الرياح يكشف عن مشاكل لوجستية وميكانيكية مبكرة، مؤكدا أن الظروف البحرية قد تصبح “العائق الأهم” أمام الأسطول.

شاركها.
Exit mobile version