كان الفوز الساحق للديمقراطية إيلين هيغينز في انتخابات عمدة ميامي الأميركية، أخيراً، بمثابة انتقاد واضح للرئيس دونالد ترامب في قلب مجتمع أصبح مركزاً حيوياً لحركته.

وقد منح الناخبون أصواتهم لمرشح ديمقراطي للمرة الأولى منذ ما يقرب من 30 عاماً، وأعطوا دفعة قوية لحزب كان يعاني في جنوب فلوريدا بالانتخابات الأخيرة.

ورفضوا المرشح الجمهوري، إميليو غونزاليس، الذي أيده ترامب، في خطوة ساعدت على دفع الانتخابات إلى دائرة الضوء الوطنية، ووضعها في موقع استفتاء على الرئيس. وحصلت هيغينز على 59% من الأصوات، بينما حصل غونزاليس على 41%.

ويقول المحللون والمراقبون، إن نتيجة الانتخابات أرسلت رسالتين واضحتين، الأولى رفض الناخبين سياسات الإدارة في مجال الهجرة التي أثرت بشدة على مدينة تعيش فيها غالبية من السكان من مواليد الخارج، أما الثانية فهي قلق السكان بشأن القدرة على تحمل تكاليف المعيشة ابتداء من السكن وانتهاء بالبقالة.

قضايا محلية

كانت القضايا المحلية في صميم الانتخابات، لكن ترامب خيّم على السباق، كما فعل في انتخابات أخرى جرت أخيراً في نيوجيرسي وفيرجينيا وتينيسي.

وقالت العضو في الحزب الجمهوري، ماريبيل دوناتو (60 عاماً)، إنها صوتت لترامب العام الماضي، لكنها الآن «ليست سعيدة جداً» به، لأن تكاليف المعيشة لم تنخفض، كما أن حملته الصارمة ضد الهجرة شملت أشخاصاً ليس لديهم سجلات جنائية.

وأضافت: «لا أعتقد أنه من الصواب أن يعيش الناس هنا لسنوات عديدة ويعملون بجد، ثم يرحلوا»، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين تعرفهم من المهاجرين يخشون أن يتم إيقافهم أو لن يقبلوا في وظائف.

إنجاز نادر

وكانت نتيجة انتخابات عمدة ميامي بمثابة إنجاز نادر للديمقراطيين في جنوب فلوريدا، الذين فقدوا نفوذهم في المنطقة بشكل مطرد في السنوات الأخيرة.

وعمل ترامب على كسب أصوات الناخبين من أصل إسباني في مقاطعة ميامي – ديد، التي يزيد عدد سكانها على عدد سكان ميامي نفسها، والتي طالما سيطر عليها الديمقراطيون، واستطاع الفوز بالمقاطعة في عام 2024.

ويسعى أنصاره إلى تنفيذ خطط لبناء مكتبة رئاسية له في ميامي، وهو مشروع أثار مشاعر حزبية.

ويبلغ عدد سكان ميامي نحو 460 ألف نسمة، 67% منهم من أصل إسباني، و55% مولودون خارج البلاد، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الأميركي. ونتيجة لذلك، تؤثر سياسات الهجرة بشكل مباشر على العديد من السكان أو أصدقائهم وعائلاتهم. ففي عام 2024، حقق ترامب أداءً جيداً بين الناخبين من أصل إسباني، الذين قال الكثير منهم خلال الحملة الانتخابية إنهم يؤيدون سياسات الهجرة الأكثر تقييداً.

وبدا أن هذا الدعم قد تضاءل في الفترة التي سبقت انتخابات عمدة ميامي، وسط حملات مداهمة أغلقت مواقع العمل، وعطلت الأحياء السكنية.

رفض تام

وقالت الديمقراطية، سيسيليا تافيرا – ويبمان (69 عاماً)، التي صوتت لصالح هيغينز: «هذه الانتخابات كانت رفضاً تاماً لسياسات إدارة ترامب».

وانتقدت ويبمان ما وصفته بـ«لا إنسانية» معاملة الإدارة الأميركية للمهاجرين، واحتجازهم وترحيلهم بشكل جماعي. وقالت: «ما نعيشه ليس وضعاً صحيحاً. لا نريد ذلك في ميامي».

من جهته، قال عضو الكونغرس الجمهوري السابق من ميامي، كارلوس كوربيلو، إن «سياسات الهجرة العدوانية أصبحت عاملاً مهماً في زيادة حدة المعارضة». وأضاف: «في الظروف العادية، كان هذا سيكون على الأقل سباقاً متقارباً للجمهوريين»، موضحاً: «مع ذلك، فإن سياسات الإدارة العدوانية في مجال الهجرة لا تحظى بشعبية على الإطلاق في مدينة تتمتع بثقافة وهوية قوية مؤيدة للمهاجرين».

عن «وول ستريت جورنال»

. محللون: نتيجة الانتخابات تؤكد رفض سياسات الهجرة وقلق السكان بشأن القدرة على تحمل تكاليف المعيشة.

شاركها.
Exit mobile version