تجمع الراغبون في مغادرة قطاع غزة عند معبر رفح الحدودي مع مصر، حيث يتمكن الذين وردت أسماؤهم في قائمة رسمية من المرور على دفعات، بينما يرفع آخرون جوازات سفرهم الأجنبية دون جدوى.
وقالت سوزان بسيسو، وهي مواطنة أميركية لها أقارب في غزة لـ”رويترز”: “لست متحمسة حتى لمغادرة غزة لأن لدينا كثيرين من الأشخاص الذين نحبهم ونهتم بهم”.
وأضافت: “لا أعرف إذا كنت سأتمكن يوماً من رؤية العائلة التي تركتها خلفي أو الأصدقاء. الناس يموتون. الجميع يموتون. لا أحد في مأمن. ليس لدينا ملاجئ ضد القنابل”.
ونشرت سلطة الحدود الفلسطينية قائمة بأسماء الأشخاص الذين تمت الموافقة على مغادرتهم، وتضمنت 596 اسماً ينتمون إلى 15 دولة في المجمل، وجاءت الولايات المتحدة في صدارة الدول ذات العدد الأكبر من الأسماء التي بلغت 400 ثم بلجيكا ولها 50 بعدها اليونان ولها 24 تليها كرواتيا 23 وهولندا 20 وسريلانكا 17.
وأعلنت الولايات المتحدة أن 79 من مواطنيها غادروا القطاع، وكان الإحباط واضحاً على وجوه الذين لم يُسمح لهم بمغادرة المنطقة المكتظة بالسكان والتي تخضع لحصار كامل وقصف إسرائيلي مستمر منذ ما يقرب من أربعة أسابيع.
وقال نبيه عياد، محامي المواطنين الأميركيين زكريا وليلى العرايشي اللذين سافرا إلى غزة قبل الحرب لزيارة أقاربهما، إن زكريا البالغ من العمر 62 عاماً يعاني مشاكل صحية متعددة وقد سُمح له بالمغادرة لكنه لن يفعل ذلك بدون زوجته التي لم تشملها القائمة.
وأضاف عياد أنهما في وضع مروع بشدة، وأن موكله يشرب المياه المالحة وأنه وزوجته يفقدان الأمل يوماً بعد يوم.
إلى ذلك، يتلقى جرحى فلسطينيون نقلتهم سيارات إسعاف الرعاية في مستشفيات مصرية منها مستشفى العريش على ساحل سيناء على بعد نحو 50 كيلومترا من رفح، وكان كثيرون منهم برفقة أقاربهم الذين انتظروا خارج المستشفى.
كان من بين هؤلاء تامر الدغمة الذي قال إن شقيقه فقد ساقه اليمنى في غارة إسرائيلية، وقال الدغمة: “بقى في العناية المركزة ثلاثة أيام وطلبوا تحويله للعلاج في الخارج”.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً قالت فيه إنه في إطار الجهود المصرية الرامية لمعالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في غزة، التقى السفير إسماعيل خيرت، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج، بسفراء وممثلي سفارات الدول الأجنبية لإحاطتهم بجهود الدولة المصرية المتعلقة ببدء فتح معبر رفح، حيث استعرض خلال اللقاء الاستعدادات الجارية على قدم وساق من جانب كافة الجهات المعنية في الدولة المصرية والرامية إلى تسهيل استقبال وإجلاء المواطنين الأجانب من غزة عبر معبر رفح، والذين يبلغ عددهم حوالى 7000 مواطن أجنبي يحملون جنسية أكثر من 60 دولة.
واستعرض مساعد وزير الخارجية بشكل تفصيلي محاور خطة استقبال وإجلاء الرعايا الأجانب بقطاع غزة وفقاً للتعليمات والقوانين المصرية المنظمة، والدور المنوط بكل بعثة أجنبية في استقبال رعاياها من معبر رفح، خاصة فيما يتعلق باستخراج وثائق السفر اللازمة لمواطني تلك الدول للسماح لهم بالدخول إلى الأراضي المصرية وإجلاؤهم خلال الفترة الزمنية المحددة واتخاذ الترتيبات اللوجيستية اللازمة لذلك.
وأضاف البيان أنه تم التطرق إلى الاستعدادت الطبية الجارية لاستقبال الحالات المرضية الطارئة سواء من الرعايا الأجانب أو من أبناء الشعب الفلسطيني الجرحى ضحايا القصف الاسرائيلي لقطاع غزة، بما في ذلك تقديم الإسعافات الأولية للوافدين وتوفير عربات الإسعاف وتجهيز المستشفيات لاستقبال الحالات الحرجة.