يعاني الفلسطينيون في غزة، الذين يحتمون من القصف الإسرائيلي المكثف الذي أودى بحياة الآلاف، من نفاد المياه النظيفة، حتى أن بعضهم لجأ إلى شرب المياه المالحة، ويواجهون مخاطر صحية متزايدة مع تعطل الخدمات العامة وإغلاق المستشفيات.

وفي خان يونس، بجنوب القطاع المكتظ الصغير، قالت رفيف أبو زيادة، البالغة من العمر تسع سنوات، لـ”رويترز”، إنها تشرب مياها غير نظيفة وتعاني من آلام في المعدة ونوبات صداع.

وأضافت: “لا يوجد غاز للطهي، ولا يوجد ماء، ولا نأكل طعاماً جيداً. ونصاب بالأمراض.. القمامة على الأرض والمكان كله ملوث.”

ويواجه المدنيون الذين أمرتهم إسرائيل بمغادرة النصف الشمالي من قطاع غزة، ولكنهم يتعرضون للقصف أيضاً في الجنوب، ظروفاً أسوأ من أي وقت مضى على الرغم من بدء تسليم بعض المساعدات عبر معبر رفح.

وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا): “يتم استخدام المياه كسلاح في الحرب. يلجأ كثير من الناس إلى مصادر مياه غير آمنة… المياه النظيفة في غزة إما غير متوفرة أو متوفرة بكميات شحيحة”.

وتعطلت مضخات استخراج المياه الجوفية ومحطات تحلية مياه البحر في غزة، بسبب انقطاع الكهرباء، ولا تستطيع الصهاريج نقل المياه بطريق البر بدون وقود.

وقال إبراهيم الجبلاوي (60 عاماً): “المياه مالحة. في الأيام العادية ما كنت تعطيها لـ(… ) ليشربها. لكن اليوم يجب أن تشربها وتترك أطفالك يشربونها، ولا يوجد دواء لعلاجهم إذا مرضوا بسبب المياه الملوثة”.

ومن جانبه وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الوضع على الأرض بأنه “يفوق الوصف”، وقال إن 23 مستشفى تأثرت بأمر الإخلاء الإسرائيلي للجزء الشمالي من القطاع والذي قال إنه سيهدد حياة مئات المرضى.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن المستشفيات الكبرى خاصة في المناطق الشمالية حيث يشتد القصف والقتال، تغلق أبوابها بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وتكتظ المستشفيات التي لا تزال مفتوحة بالمرضى والمصابين لدرجة أنها ترفض قبول بعض الجرحى والمرضى أو تطلب منهم المغادرة قبل شفائهم، كما تنفد الأدوية من الصيدليات.

بالإضافة إلى ذلك، تتدهور خدمات الصرف الصحي الأساسية مع تراكم أكياس القمامة في الشوارع وسط أكوام الحطام الناتج عن العدد المتزايد من المواقع التي تتعرض للقصف.

وتضخم عدد سكان مدينة خان يونس ذات الكثافة السكانية العالية، والتي تضم مخيماً للاجئين عمره 75 عاماً، بشكل كبير منذ Hن غادر مئات الآلاف منازلهم في شمال غزة تحت وطأة الهجوم الإسرائيلي.

ويتجمع مئات النازحين في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة وفي ساحات المستشفيات التي تستخدم كملاجئ مؤقتة لأن الناس يأملون أن يكون القصف أقل كثافة في هذه الأماكن.

ويخشى عمال القمامة الخروج إلى الشوارع ولا يستطيعون على أي حال الوصول إلى مدافن النفايات الرئيسية القريبة من الحدود مع إسرائيل، ويبحث الناس عن الحطب لطهو المخزون الآخذ في النفاد من الأرز والخضروات، بالقرب من أكوام القمامة.

ولم يعد لدى مرافق الغسيل أي كميات تذكر من المياه، وفي مستشفى ناصر في خان يونس، يقول الناس إنهم يجدون صعوبة في العثور على مرحاض صالح للاستخدام على بعد مئات الأمتار.

وحذر طبيبان في حديث لـ”رويترز” من تزايد خطر الإصابة بأمراض جلدية مثل الجرب.

وتعاني ابنة إبراهيم الجبلاوي بالفعل من طفح جلدي مؤلم وحكة، وأخبره صيدلي بأن المراهم المناسبة نفدت وأنه لا يستطيع إعطاءه علاجا بديلا عند نفاد المخزون، وقال إن ابنته تحك جلدها طوال الليل ولا يوجد دواء متسائلاً ماذا يمكن أن يفعل؟

وخارج مدرسة تديرها الأمم المتحدة وتُستخدم كملجأ في خان يونس، قالت ماجدة أبو رجيلة إن التلوث شديد للغاية والرائحة كريهة لدرجة أنها لم تستطيع تحملها أثناء النهار وتبحث عن مكان بعيد عن الملجأ لتجلس فيه على جانب الطريق.

شاركها.