سجلت معدلات تلقيح الأطفال حول العالم استقراراً، بعد التراجع الذي شهدته خلال أزمة «كوفيد -19»، على ما أعلنت الأمم المتحدة، أمس، إلا أن المعلومات المضللة وتراجع المساعدات الدولية يشكلان تهديدات جديدة.

في عام 2024 تلقى 85% فقط من الأطفال في الفئة العمرية التي ينبغي على أفرادها تلقي هذا اللقاح، أي 108 ملايين طفل، ثلاث جرعات من لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي، أو اللقاح الثلاثي DTP، إذ تشكل الجرعة الثالثة مؤشراً رئيساً إلى التغطية العالمية باللقاح، بحسب بيانات نشرتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة «يونيسف» التابعتان للأمم المتحدة.

ويمثل ذلك ارتفاعاً بنسبة نقطة مئوية واحدة مقارنة بعام 2023، أي ما يعادل مليون طفل إضافي، وتُعد هذه مكاسب «متواضعة» في ظل التحديات الكبيرة التي لاتزال قائمة، وفقاً للأمم المتحدة.

وفي عام 2024 بلغ عدد الأطفال حول العالم الذين لم يحصلوا على أي جرعات 14.3 مليون طفل، ما يشكل انخفاضاً طفيفاً مقارنة بـ14.5 مليوناً قبل عامين.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، في بيان مشترك مع منظمة الصحة العالمية: «الخبر السار هو أننا تمكنا من تطعيم عدد أكبر من الأطفال بلقاحات منقذة للأرواح»، لكنها أضافت: «لايزال ملايين الأطفال محرومين من الحماية ضد أمراض يمكن الوقاية منها».

بدوره، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في البيان، من أن «الاقتطاعات الجذرية في المساعدات، إلى جانب المعلومات المضللة بشأن سلامة اللقاحات، تهدد بنسف عقود من التقدم».

ويُظهر التقرير أيضاً أن الوصول إلى اللقاحات لايزال يشهد تفاوتاً كبيراً، وأن النزاعات المسلحة تُعرقل بشدة الجهود الرامية إلى تعزيز نطاق التلقيح، وقال المسؤول عن ملف التلقيح في «يونيسف»، إفريم ليمانغو، خلال مؤتمر صحافي: «لقد أضعفت التخفيضات في الميزانيات قدرتنا على الاستجابة لتفشي الأمراض في 50 دولة».

وتُعد صعوبة الوصول إلى اللقاحات السبب الرئيس لانخفاض معدلات نطاق التطعيم حول العالم، لكن وكالات الأمم المتحدة تُشير أيضاً إلى الخطر الذي تمثله المعلومات المضللة بشأن اللقاحات. وأوضحت مسؤولة التطعيم في منظمة الصحة العالمية، كيت أوبراين، لصحافيين، أن تراجع الثقة في «سلامة اللقاحات» قد يسبب نقصاً في المناعة الجماعية، وهو أمر قد يكون خطراً ويؤدي إلى تفشي الأوبئة.

وينبه الخبراء خصوصاً إلى الوضع في الولايات المتحدة حيث بدأ وزير الصحة روبرت كينيدي جونيور، المعروف بمعارضته للتطعيم، إجراء إصلاحات عميقة في السلطات الصحية الأميركية وسياسة التطعيم، وقد اتُهم بنشر معلومات مضللة حول لقاح الحصبة في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة منذ مطلع عام 2025، أسوأ تفشٍّ لهذا المرض منذ أكثر من 30 عاماً.

وفي عام 2024 شهدت 60 دولة انتشاراً «واسعاً أو مقلقاً» للحصبة، أي ما يقرب من ضعف عدد الدول المتأثرة في عام 2022 الذي بلغ 33 دولة.

شاركها.