التقى الأمير هاري بوالده، أول من أمس، في أول لقاء مباشر لهما منذ أكثر من 18 شهراً، ما جدد الآمال في مصالحة طويلة الأمد بين الملك تشارلز وابنه الأصغر المنفصل عنه.
وفي حين لم يصدر تعليق رسمي على الاجتماع، أكد قصر باكنغهام لمجلة «فانيتي فير» أن الملك تشارلز والأمير هاري، تناولا شاياً خاصاً في قصر كلارنس هاوس، ويُعتقد أن اللقاء استمر أقل من ساعة بقليل.
وكان الملك في العاصمة البريطانية لأداء العديد من المهام الرسمية، شملت لقاءً خاصاً مع رئيس وزراء جنوب أستراليا، بيتر مالينوسكاس، كما منح الملك، الذي يعود إلى لندن لتلقي علاج أسبوعي من السرطان، وسام الإمبراطورية البريطانية لمانفريد غولدبرغ تقديراً لخدماته.
ويُعتقد أن مساعدي الملك تواصلوا مباشرة مع الأمير هاري، وخصصوا وقتاً لعقد اجتماعهما وجهاً لوجه.
وكان من المقرر أن يحضر الأمير حفل استقبال لألعاب «إنفيكتوس» في وقت لاحق من المساء، ما يعني أن اجتماعه مع تشارلز لم يستغرق سوى أقل من ساعة.
وقالت الصحافية في صحيفة «ذا ميل أون صنداي»، شارلوت غريفيث: «كان الاجتماع قصيراً نظراً لانشغال الملك، ووجود ارتباط بين هاري وألعاب (إنفيكتوس)، لكن حدوثه بالغ الأهمية»، وكشفت أيضاً عن أن لقاء بين هاري ووالده كان وارداً بعد أن ظهر مساعديهما في مجال الاتصالات في اجتماع في لندن هذا الصيف.
وأضافت غريفيث: «كان لدى هاري اجتماع في لندن، ثم حرص على إبقاء جدول أعماله خالياً تماماً ليتمكن من رؤية والده في أي لحظة، حيث كان مستعداً لترك كل شيء لرؤية والده، وقد أبلغ القصر بذلك».
وقبل لقائهما، أمضى هاري فترة ما بعد الظهر في «وايت سيتي» في جولة بمركز دراسات إصابات الانفجارات التابع لكلية إمبريال كوليدج لندن. وأثناء وجوده هناك، توقف لالتقاط صور مع مجموعة صغيرة من المعجبين الذين تجمعوا في الخارج راغبين في مقابلته. وقال لهم الأمير: «يجب أن أذهب، لقد تأخرت كثيراً»، ثم انصرف مسرعاً في الساعة الثالثة مساءً.
وفي هذه الأثناء، شوهد الملك تشارلز يصل إلى كلارنس هاوس نحو الساعة الرابعة مساء، بعد وصوله إلى قاعدة نورثولت الجوية الملكية قبل ساعة من بالمورال، وأفادت مصادر مقربة من الملك بأنه حريص على المصالحة مع هاري، وإن وافق على رؤية ابنه، فإن أي مصالحة طويلة الأمد تقع على عاتق الأمير. وذكر مصدر مطلع على شؤون العائلة المالكة: «لطالما ترك الملك الباب مفتوحاً أمام عودة هاري إلى بريطانيا»، مضيفاً: «يفتقده تشارلز بشدة، ويؤلمه وجود خلاف، لكن الكرة في ملعب هاري». عن «فانيتي فير»
وضع أكثر تعقيداً
لاشك، بحسب دوائر العائلة المالكة، أن الملك تشارلز، تأذى بشدة من سلوك ابنه الأصغر (الأمير هاري) في السنوات الأخيرة، بما في ذلك رحيله عن العائلة الملكية، والأفلام الوثائقية والمقابلات العديدة التي تكشف كل شيء، فضلاً عن مذكراته «الاحتياطي»، التي استخدمها جميعاً لمهاجمة عائلته بقسوة غير مسبوقة، وأحياناً لا يمكن تفسيرها.
ومن المفهوم أن الوضع أكثر تعقيداً بكثير مع شقيقه، الأمير ويليام، الذي تحمل وطأة انتقاداته اللاذعة، لاسيما في «الاحتياطي»، ولم يتحدث الاثنان منذ سنوات، ولا يبدو أن هناك أي مؤشر إلى تحسن العلاقات.