|

بيروت- تلبية لدعوة هيئة العمل الوطني الفلسطيني في لبنان، نفذ عشرات المواطنين اللبنانيين واللاجئون الفلسطينيون اعتصاما أمس الأحد في البقاع الأوسط دعما لقطاع غزة، ورفضا لسياسة التجويع والحصار والإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.

وأثناء الاعتصام ألقى ممثلو الهيئة كلمات، وتضم الهيئة فصائل منظمة التحريرالفلسطينية والتحالف الوطني والقوى الإسلامية الفلسطينية في لبنان.

وتزامن هذا التحرك مع تحركات مماثلة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الجليل والبداوي ونهر البارد وبرج البراجنة والرشيدية وعين الحلوة، تلبية لقرار الهيئة إطلاق فعاليات “يوم الضمير العالمي” دعما لغزة.

الطفلة الفلسطينية نايا أحمد محمد (يمين) تشارك في الاعتصام رفقة شقيقتها إنجي (الجزيرة)

تحركات متواصلة

وتساءلت الطفلة الفلسطينية نايا أحمد محمد وهي ترفع علم بلادها “إلى متى سيستمر قتل الأطفال في غزة؟ وأين العالم مما يحدث هناك؟”

وفي حديثه للجزيرة نت، قال القيادي في هيئة العمل الوطني الفلسطيني في البقاع عبد الله كامل، إن فعاليات “يوم الضمير العالمي” لن تكون خاتمة التحركات، موضحا أنهم يحضرون لمسار تصاعدي في الأيام المقبلة، يشمل الاعتصامات، وإضرابات عن الطعام، ومسيرات شعبية، فضلا عن متابعة حملات جمع التبرعات المادية والعينية للمواطنين داخل فلسطين.

وأكد على حق الفلسطينيين في الداخل والشتات “استخدام كل أشكال الدعم السياسي والعسكري والمادي والاقتصادي والدبلوماسي بوجه سابقة دموية لم يعرف التاريخ مثيلا لها”.

القيادي في هيئة العمل الوطني الفلسطين في لبنان عبدالله كامل الصورة خاصة بالجزيرة نت
عبد الله كامل: فعاليات “يوم الضمير العالمي” لن تكون خاتمة التحركات (الجزيرة)

وتساءل كامل عن شرعية حقوق الإنسان وعن موقف العالم “من كيانٍ غاصب يقتل شعبا بتجويعه كي يرفع الراية البيضاء ومن ثم الاستسلام لإسرائيل”، مؤكدا أن “شعبنا ومقاومته لا خيار أمامهم إلا الثبات والصمود رغم المعاناة”.

وعن نجاح الهيئة بتوحيد موقف القوى الفلسطينية في لبنان إزاء ما يجري في غزة والمسجد الأقصى رغم خلافاتها السياسية، قال إن “الانقسام في الداخل ترك أثره في الشتات، لكننا سعينا إلى توحيد جهدنا، ما أنتج إطارا واحدا لتنظيم خلافاتنا كفصائل وأحزاب داخل الهيئة، التي أصبحت تشكل مرجعية للحالة الفلسطينية في لبنان، سواء بالنسبة للتحركات الداعمة لغزة أو العلاقة مع الدولة اللبنانية، وقد نجحنا في ذلك”.

القيادي بحركة حماس في لبنان محمود بركة. الصورة خاصة بالجزيرة نت (1)
محمود بركة: نناشد الفصائل الفلسطينية مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية صفا واحدا (الجزيرة)

وحدة الموقف

وتزامنت اعتصامات لبنان الداعمة لغزة صبيحة الأحد مع اقتحام مستوطنين إسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال، مما رفع حالة الغضب لدى المشاركين، وعزز خطابا يدعو “لتحصين الوحدة الفلسطينية في لبنان وفلسطين”، وفقا لمحمود بركة القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال بركة للجزيرة نت، “وقفتنا الداعمة لغزة انطلاقا من لبنان تعبر عن وحدة الموقف الفلسطيني تجاه القضية المركزية، من هنا نناشد الفصائل الفلسطينية وجماهير شعبنا بالداخل والشتات، مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية صفا واحدا لأن الذي يجري من حصار وتجويع وقتل، معطوفا اليوم على اقتحام المسجد الأقصى، ليس سوى محاولة يائسة يريد منها العدو تحقيق مكاسب فشل في تحقيقها خلال حربه الإجرامية”.

مشاركات باعتصام دعما لغزة والقطاع أمام مجد ثعلبايا في الباع خاص الجزيرة نت
حضور لافت للمرأة في الاعتصام الداعم لغزة في البقاع اللبناني (الجزيرة)

وبعدما لفت إلى أهمية التزام القوى الفلسطينية في لبنان برفع راية فلسطين دون غيرها بالنشاطات الجارية، كتعبير ميداني يعكس مسؤولية هذه القوى، أكد الاستمرار في هذا السياق “وبالروح العالية التي تفرضها المصلحة الوطنية الفلسطينية بتحركاتنا الداعمة، وبالدفاع عن مصالح شعبنا بالشتات وبالداخل وبالوسائل كافة”.

وفي إجابته عن سؤال عن وصول دعم مادي شعبي، قال بركة “حصلت مبادرات أهلية فلسطينية ولبنانية، وأخرى عبر دار الفتوى في لبنان، لكن نتائجها بقيت متواضعة تعكس واقع الحال الاقتصادي للبنانيين والفلسطينيين”. وأضاف أن حجم الدمار ونتائج الحصار والتجويع والقتل المنظم كبيرة جدا تتطلب تظافر جهود عربية وإسلامية ودولية، توقف حرب الإبادة وتزيل الحصار نهائيا.

وكشف عن حملات دعم عينية انطلاقا من لبنان عبر البحر، لكنها فشلت بسبب الحصار البحري الإسرائيلي، وأشار إلى فشل محاولات مماثلة لهيئة العمل الوطني الفلسطيني في لبنان ولهيئات لبنانية روحية ومدنية، نتيجة إغلاق المعابر البرية بوجه القوافل، خاصة معبر رفح.

حسن الرحيمي مشارك في اعتصام هيئة العمل الوطني الفلسطيني في البقاع دعما لغزة الصورة خاصة بالجزيرة (1)
حسن الرحيمي مشارك في اعتصام هيئة العمل الوطني الفلسطيني في البقاع دعما لغزة (الجزيرة)

احتضان لبناني

واختتم بركة بتأكيد حق الفلسطينيين في الحصول على ما يحتاجونه من غذاء ودواء وكساء بأقصى سرعة “دون مِنة من أحد”، مشددا على متابعة “مقاومتنا المشروع الإسرائيلي-الأميركي بكافة الوسائل حتى تحقيق أهدافنا وفي مقدمتها فك الحصار وانسحاب العدو الإسرائيلي من غزة”.

من جهته، قال ابن بلدة سعد نايل البقاعية حسن الرحيمي خلال مشاركته في الاعتصام، إن “الاحتضان اللبناني لفعاليات يوم الضمير العالمي الذي أطلقته الهيئة، ليس جديدا، وليس عابرا”.

وأكد مشاركته وأبناء بلدته بكافة الفعاليات الداعمة للقضية الفلسطينية، وأكد “القضية تسكنني، وأنا من بلدة قدمت أكثر من 30 شهيدا على طريق فلسطين”، معتبرا أن وقفة اليوم جاءت انتصارا لغزة والأقصى، “أتيت كعادتي لأكون إلى جانب شعبٍ عاش ولا يزال معمودية الدم منذ سبعة عقود ونيف”.

وأضاف “سنبقى نشارك في الاعتصامات، وسنبقى كذلك في مقبل الأيام، ولن نتراجع حتى إحقاق الحق وزوال الاحتلال سواء في الجنوب اللبناني أم في فلسطين”.

شاركها.