|

قال تقرير نشره موقع بلومبيرغ الأميركي إن الرئيس الصيني شي جين بينغ يعتمد على جيوش من المسؤولين المحليين لإدارة شؤون أكثر من 1.4 مليار نسمة، ولكنّ احتجاجا نادرا في مدينة جيانغيو كشف عن مخاوف شعبية بشأن مصداقية هؤلاء المسؤولين.

وذكر التقرير أن مئات السكان تظاهروا أمام مبنى الحكومة المحلية في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي البلاد احتجاجا على ما اعتبروه تساهلا من السلطات مع اعتداء 3 فتيات على فتاة (14 عاما).

وأضاف أن المتظاهرين اشتبكوا مع الشرطة التي استخدمت الهراوات لتفريقهم، في حين وثقت مقاطع الفيديو بعض المتظاهرين يصرخون في وجه الشرطة قبل أن يتدخل الضباط.

تفاصيل الحادثة

وبدأت الحادثة بعد انتشار مقطع فيديو في 4 أغسطس/آب يوثق اعتداء 3 فتيات على الضحية صفعا وركلا في مبنى مهجور، وتفاخر إحدى المعتديات في الفيديو بأنها “دخلت السجن أكثر من 10 مرات، ولا يستغرق الخروج منه حتى 20 دقيقة”.

محتجون في بكين ينددون بالقيود المفروضة على السكان في إطار مكافحة كورونا (الأناضول)

واستجابت الشرطة ومكتب الأمن العام بعد أكثر من يوم من انتشار المقطع -وهو تأخير اعتبره كثيرون غير مقبول- ووصفت إصابات الضحية بأنها “خفيفة” وحكمت على اثنين من الجناة، بعمر 14 و15 عاما، بتلقي “تعليم إصلاحي”، وأثار تعامل الشرطة مع القضية سخط السكان الذين سارعوا بتطويق مركز الحكومة.

ولفت التقرير إلى أن الاحتجاج في سيتشوان يختلف عن النزاعات الشائعة في الصين حول الممتلكات والوظائف، لأنه يركز على قضايا الظلم الاجتماعي، خاصة أن البعض تساءل عن علاقات المسؤولين بالمعتدين، وبينما نفت السلطات هذه الادعاءات، تحول الهجوم في النهاية إلى رمز للغضب الشعبي.

احتجاج نادر

وأشار التقرير إلى أن الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي يمثل أولوية للحزب الشيوعي، مؤكدا أن بكين زادت الإنفاق على الرعاية الاجتماعية لأعلى مستوى منذ عقدين لمحاولة تهدئة المخاوف الاقتصادية وتحفيز الاستهلاك المحلي، خاصة بعد جائحة كورونا والتعريفات الأميركية.

وأورد التقرير تعليق هان تشانغ ليو -أستاذ مساعد في قسم العلوم السياسية بجامعة ولاية فلوريدا– بأن ثقة المواطنين بتطبيق السلطات للقوانين بشكل عادل في تضاؤل، وقد يؤدي ذلك إلى مقاومة أكبر في المستقبل للسياسات غير الشعبية.

وأضاف أن الأحداث الأخيرة قد تعرقل قدرة المسؤولين المحليين على تطبيق سياسات صارمة في الفترات القادمة، في ظل حرب الولايات المتحدة التجارية.

التقرير قال إن هناك أزمة ثقة بين المواطنين والمسؤولين المحليين في الصين (غيتي)

أزمة ثقة

وفي هذا الصدد، لفت تشوران لي -وهو باحث في السياسة الصينية في جامعة جونز هوبكينز- إلى أن المسؤولين المحليين يخشون الشفافية وحل المشكلات علنا، لأن ذلك قد يؤدي إلى انقلاب الرأي العام ضدهم.

وأشار إلى حادثتين أخريين خلال الشهر الماضي، واحدة في مدينة غانسو شمال غربي الصين حيث تناول أكثر من 200 طفل في الحضانة طعاما ملوثا بصبغات تحتوي على الرصاص، وأخرى في هانغتشو حيث تلوثت مياه الصنابير، مما أثار مخاوف واسعة بشأن سلامة مياه الشرب.

وأكد الباحث أن ردود فعل السلطات المحلية على هذه الحوادث، بإنكار حدوث المشكلات وتأخير الإعلان عنها، فاقمت الغضب الشعبي في أنحاء البلاد.

ولكن التقرير يستدرك مؤكدا أن السكان لا يوجهون غضبهم إلى الحكومة المركزية، بل إلى السلطات المحلية، وأن ولاءهم للرئيس شي جين بينغ يبدو ثابتا حتى الآن.

شاركها.
Exit mobile version