أكد خبراء في التعليم والذكاء الاصطناعي أن تطبيق منهاج الذكاء الاصطناعي للمرة الأولى على طلبة الصفوف من الأول حتى الثاني عشر، يفرض على المعلمين أدواراً جديدة تتجاوز حدود التدريس التقليدي، ليصبحوا موجهين ومرشدين في رحلة الطلبة نحو استيعاب التقنيات الحديثة، موضحين أن هذه المرحلة تتطلب من المعلمين الجمع بين المهارات التربوية والمعرفة التقنية، لضمان نجاح التجربة وتحقيق أهدافها التعليمية.
وقالوا لـ”الإمارات اليوم” إن معلمي الذكاء الاصطناعي في العام الدراسي الأول سيواجهون مجموعة من المهام الرئيسية، أبرزها تدريب الطلبة على التفكير النقدي، وتعزيز مهارات البرمجة، وربط المناهج بالواقع العملي، إضافة إلى مواكبة التطورات السريعة في هذا المجال. كما شددوا على أهمية تهيئة البيئة الصفية الداعمة، وتفعيل الشراكة مع أولياء الأمور، بما يضمن ترسيخ ثقافة الابتكار لدى الأجيال الجديدة.
تبسيط المفاهيم
وتفصيلا، قال خبير الذكاء الاصطناعي الدكتور محمد عبد الظاهر أهمية أن يكون لدى معلم هذه المادة مهارات تبسيط المفاهيم المعقدة بحيث يقدم أساسيات الذكاء الاصطناعي بلغة واضحة وسهلة تناسب أعمار الطلبة.
الوعي الرقمي
وأفاد بأنه ينبغي على المعلم بناء ثقافة الوعي الرقمي، وتعريف الطلبة باستخدامات الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، وإبراز فوائده وتحدياته، مشيرا إلى أهمية تعليم التفكير النقدي والأخلاقي وتوضيح مسؤولية استخدام الذكاء الاصطناعي، وفتح نقاشات حول قضايا الخصوصية والعدالة.
تصميم أنشطة
وأوضح أنه ينبغي على المعلم تصميم أنشطة عملية وتقديم مشاريع وتجارب بسيطة (مثل روبوتات أو تطبيقات ذكية) لربط المفاهيم بالواقع، فضلا عن تنمية مهارات البرمجة الأساسية وتدريب الطلبة على لغات وأدوات أولية (مثل بايثون أو Scratch AI) لتهيئتهم لمراحل متقدمة.
العمل التعاوني
من جانبها، ترى خبيرة تكنولوجيا التعليم والذكاء الاصطناعي ريم اسعد أن المعلم مطالب بتشجيع العمل التعاوني وإشراك الطلبة في فرق عمل صغيرة لحل مشكلات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، فضلا عن دمج الذكاء الاصطناعي مع المناهج الأخرى، وإبراز العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والرياضيات، العلوم، التكنولوجيا، وحتى الفنون.
متابعة التطورات
وأضافت:” من أبرز مهام معلمي الذكاء الاصطناعي يكمن في متابعة التطورات الحديثة، والاطلاع المستمر على الجديد في المجال وتحديث الدروس بما يناسب مستوى الطلبة، مشيرة إلى أهمية بناء شراكات تعليمية والتواصل مع خبراء، جامعات، ومؤسسات تقنية لمدّ الطلبة بفرص تعلم إضافية، مشددة على ضرورة إلهام الطلبة نحو المستقبل، وغرس الحماس لديهم بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مادة دراسية، بل مستقبل مهنة وإبداع.