أعد الطالب الإماراتي محمد حميد الشامسي في الصف الحادي عشر بمدرسة برايتون كوليدج دبي، مشروعاً بحثياً لكشف الوعي المجتمعي لدى الشرائح العمرية في دولة الإمارات بمرض السرطان وأهمية إجراء الفحوصات المبكرة، وفي الوقت ذاته تعلّم كيفية تخطيط الانخراط في إعداد الأبحاث الطبية.

وأوضح الطالب الشامسي لـ«البيان» أن والده وهو الباحث والطبيب حميد بن حرمل الشامسي رئيس جمعية الإمارات للأورام، عاونه في بحثه، كونه متخصصاً في الأبحاث الطبية حيث نشر أكثر من 100 بحث علمي في مجال السرطان ما حفزه للتعلم منه والاستفادة من خبراته، ليحقق حلمه بالالتحاق بكلية الطب، وأن يصبح طبيباً وعالماً ناجحاً ومتخصصاً في الأبحاث الطبية ليخدم مجتمعه ووطنه الذي ترعرع على حبه وفي خيره.

ويشرح الشامسي رحلته البحثية قائلاً: إنه بدأها في العطلة الصيفية العام الماضي 2022، حيث أراد أن يستغل العطلة وأن يملأ وقت فراغه خلالها بما هو مفيد وألا يضيعها بين الشعور بالملل الذي سرعان ما يتسلل إلى نفوس الطلبة عقب انتهاء العام الدراسي، أو السهر وقضاء أوقاته في اللعب أو التنزه غير الهادف، فقرر أن يتعلم ويعرف المزيد عن عمل والده وكيف يقوم المختصون بإعداد أبحاثهم لاسيما الطبية وهو ما شجعه عليه والده وإخوته الأكبر منه سناً، ليكون الناتج مشروعاً نافعاً وذا تأثير إيجابي على دولته وعلى العلم بشكل عام.

تصور وتوعية

وأضاف أنه أعد دراسة بحثية عن مدى الوعي بمرض السرطان داخل الدولة وقياس دور الاتصالات التسويقية في التعامل مع القضايا الاجتماعية في إطار التسويق الاجتماعي، فقام بإجراء مسح منظم بعنوان «تصور وتوعية المجتمع حول مرض السرطان والكشف المبكر عنه في دولة الإمارات العربية المتحدة»، وطرح من خلاله استبياناً يحوي العديد من الأسئلة حول الوعي بالمرض وأعراضه وأيضاً استعداد الأفراد للالتزام بالفحص المبكر والكشف عنه، تفادياً لتفاقمه وتجنباً لآثاره الجانبية التي قد تصل لحد الوفاة.

وقام الطالب الشامسي بتوزيع الاستبيان على الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأخذ عينات مباشرة من الجمهور، مثل الانستغرام والفيسبوك وتويتر وواتس آب ولينكد إن، وجمع عينة من الإجابات شملت 2268 شخصاً، 60% من الإناث وكانت الفئة العمرية ما بين 21 و40 عاماً هي الأكثر تمثيلاً بنسبة 44.1%، تليها الفئات العمرية من 41 إلى 50 عاماً بنسبة 34.8%، ثم الفئة العمرية ما بين 51 إلى 60 عاماً بنسبة 15.1%، ومثلت الفئة العمرية 60 عاماً 3.7%، أما فئة 20 عاماً فمثلت ما نسبته 2.2%.

وفيما يتعلق بحالة التدخين، تبين أن 79.7% من المشاركين غير مدخنين على الإطلاق، فيما كان 15.7% منهم مدخنين حاليين، و4.7% كانوا مدخنين سابقين.

وبينت الدراسة البحثية، أن ما نسبته 71.3% من المشاركين لا توجد لديهم أي موانع من ذكر أو مناقشة مرض السرطان، بينما أفاد 28.2% أنهم لم يكونوا مرتاحين لذكر اسم المرض أو مناقشته، فيما لم يرد 0.5% من المشاركين على هذا السؤال.

تجارب سلبية

وأفادت الدراسة أيضاً أن 21.6% من الأشخاص الذين شاركوا في الاستبيان لم يكونوا مرتاحين لذكر اسم السرطان لأنه أعاد لهم ذكريات تجارب سلبية عن مرض السرطان يفضلون نسيانها، سواء كانت تجربتهم معه شخصية أم تتعلق بأحد أفراد الأسرة أو الأقارب أو الأصدقاء، بينما أفاد 20.9% من المشاركين بأنهم غير مرتاحين للحديث عن المرض لأنهم قلقون من اسم (السرطان)، وأكد 57.4% من المشاركين أنهم لا ينزعجون من ذكر اسمه.

وأكد 91.8% من المشاركين في الاستبيان أنهم يعرفون قيمة الكشف المبكر عن السرطان، بينما أشار 8.2% أنهم لا يعرفون ذلك.

وأوضح الطالب الشامسي أن الدراسة جاءت بنتائج وتوصيات مفادها ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي حول مرض السرطان، لاسيما بين الفئات العمرية الشابة، كما أوصت بضرورة تكاتف الجهات مثل الهيئات الصحية والمستشفيات والمراكز الطبية والمؤسسات الخيرية المعنية بالسرطان والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام، من أجل تعزيز ثقافة الوعي بين أفراد وفئات المجتمع بأهمية الفحص المبكر للكشف عن المرض وتجنب خطورته.

وثمن الشامسي الدعم الكبير الذي قدمه له والده وإخوته ومدرسته التي أسهمت بشكل كبير في تطوير مهاراته اللغوية والكتابية وتطوير قدراته العلمية والبحثية من ناحية صياغة الأسئلة العلمية وطريقة البحث في المصادر العلمية، وأيضاً مهارات استخدام الحاسوب وبرامج الأبحاث الطبية. ويذكر أن المدرسة كرمته على هذا البحث ومنحته شهادة تقدير لجهوده البحثية.

 

شاركها.
Exit mobile version