نبّه مجلس الأمن السيبراني في حكومة الإمارات إلى مخاطر سيبرانية محتملة، قد يتعرض لها الطلبة أثناء استخدامهم للأجهزة الإلكترونية في الصفوف الافتراضية، أو خلال الواجبات المدرسية أو الدردشة مع الأصدقاء.
ووجّه المجلس – بمناسبة عودة الطلبة إلى المدارس – ستة إرشادات تساعدهم على الحد من المخاطر السيبرانية، وحماية أنفسهم في العالم الرقمي، وهي تحديث الأنظمة والتطبيقات بانتظام، وتقليل مشاركة المعلومات الشخصية، والاعتماد على شبكات اتصال آمنة، واستخدام كلمات مرور قوية، وتفعيل التحقق بخطوتين، والنسخ الاحتياطي للبيانات دورياً، واستخدام برامج الحماية ومكافحة الفيروسات الموثوقة.
وذكر ضمن حملاته التوعوية الرقمية المستمرة، أن العام الدراسي الجديد يحمل معه ذكريات مميزة وتحديات مختلفة، منها زيادة استخدام الأطفال الأجهزة الإلكترونية في الصفوف الافتراضية، أو أثناء الواجبات المدرسية أو الدردشة مع الأصدقاء.
وأكد أهمية دور أولياء الأمور في توجيه الأطفال وحمايتهم رقمياً من خلال خطوات بسيطة، مثل تحديد الوقت، ومساعدتهم على التعرّف إلى الإشارات التحذيرية التي تُسهم في حمايتهم من التهديدات السيبرانية.
كما أكد أهمية اتباع الطلبة مجموعة من النصائح لحماية بياناتهم عبر الإنترنت، من بينها عدم إعطاء أجهزتهم الإلكترونية لزملائهم في المدرسة، وتعديل خصوصية الحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى «خاص»، وعدم مشاركة كلمات المرور مع أحد، واستخدام رمز دخول لا يحتوي على الاسم الأصلي أو تاريخ الميلاد، والتفكير جيداً قبل نشر أي معلومة شخصية.
وأطلق المجلس مبادرة تعليمية مبتكرة خلال الفترات الماضية، لتعزيز وعي طلاب المدارس بالأمن الإلكتروني، وكيفية بناء منظومة أمنية لمنع أي هجوم من هذا النوع.
واستهدفت الحملة طلاب الصفوف من الخامس إلى الثامن، لأسباب عدة، منها شغف الطلاب في هذه الفئة العمرية بالألعاب الإلكترونية، ما يجعلهم عرضة للهجمات الإلكترونية التي تستهدف الألعاب الإلكترونية، وقابليتهم للإساءة عبر الإنترنت، مثل التنمّر الإلكتروني والتجنيد من الجماعات المتطرفة، وأهمية تعزيز وعيهم بالأمن السيبراني.
وأظهرت دراسة أعدّتها شركة «كاسبرسكي»، المتخصصة في الأمن السيبراني، أن من بين الاتجاهات المقلقة للغاية في السنوات الأخيرة، ارتفاع عدد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف المؤسسات التعليمية حول العالم.
وأشارت إلى عوامل تجعل المدارس أهدافاً جذابة لمجرمي الإنترنت، منها الاعتماد على التكنولوجيا، إذ تحولت المؤسسات التعليمية بسرعة إلى مؤسسات رقمية، تعتمد على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، سواء في الفصول الدراسية أو في المكاتب الإدارية للمدارس، ومع ذلك فإن ممارساتهم في مجال الأمن الإلكتروني غالباً ما تكون غير كافية.
كما تخزن المدارس قدراً كبيراً من المعلومات الحساسة، بما في ذلك بيانات الطلاب والموظفين والسجلات المالية، وقد تتسبب خروق البيانات في عواقب مدمرة، وهذه البيانات هي بالضبط ما يسعى إليه المهاجمون.
كما نبّهت إلى تحدٍ آخر يتمثّل في نقص المتخصصين المؤهلين في مجال تكنولوجيا المعلومات في المدارس، خصوصاً في مجال الأمن الإلكتروني، وانخفاض وعي المستخدمين، وهذا يعني أنهم عرضة لهجمات التصيد الاحتيالي والإصابة بالبرامج الضارة، وغيرها من التهديدات الإلكترونية، وفي كثير من الأحيان، لا يتمتع المعلمون بخبرة كبيرة في مجال الإنترنت.
وذكرت أن الهجمات على التعليم أصبحت شائعة، مستعرضة بعض الأمثلة، مثل الهجوم الإلكتروني الذي استهدف مدارس هايلاين العامة، وهي منطقة تعليمية في ولاية واشنطن بالولايات المتحدة، وأجبر هذا الحادث المنطقة على إغلاق مدارسها البالغ عددها 34 مدرسة مؤقتاً، ما أثر في سير التعليم لأكثر من 17 ألف طالب، فضلاً عن تعليق الأنشطة التعليمية، بما فيها الألعاب الرياضية والاجتماعات، منبهة إلى أنه مع وجود قطاع التعليم في مرمى نيران مجرمي الإنترنت، فإن أنظمة تكنولوجيا المعلومات في المدارس بحاجة إلى حماية قوية.