حذر تربويون وأطباء من تحدٍ جديد منتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، يعرف باسم «تحدي استنشاق عبوات العطور الفارغة»، وهو تحدٍ ينتشر بين الشباب، يتمثل في استنشاق غاز العبوات الفارغة للعطور ومعطرات الجسم بهدف الحصول على شعور مؤقت بالسعادة.
وأكدوا أن هذا التحدي يشكل خطراً كبيراً على صحة المشاركين، ويؤدي إلى تلف الخلايا العصبية في المخ، ويمكن أن يسبب فقدان الوعي، والإعياء، والدوار، والصداع، والغثيان، والتقيؤ، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
وأكد الدكتور سانديب بارجي أخصائي أمراض الرئة في مركز برايم الصحي، خطورة هذا السلوك وآثاره الجانبية مثل النوبات القلبية والغيبوبة وتلف الأعضاء الدائم، «وقد يؤدي إلى الموت».
ولفت إلى أن الغازات المستنشقة قد تتسبب في تسمُّم عام للجسم «بما في ذلك صعوبة التنفس»، لأنها سامة لخلايا الجسم «مثل السيانيد» ولأنها تحل محل الأكسجين في الدم و تحد من كمية الأكسجين التي تصل إلى النسج «مثل الميثان أو أحادي أكسيد الكربون».
تهوية ميكانيكية وأوضح أن علاج هذه الحالات يتم من خلال الأكسجين الذي يعتبر الركن الأساسي لمعالجة الأشخاص الذين تعرضوا إلى الغازات، وإذا كان الضرر في الرئة شديداً، قد يحتاج الشخص المصاب إلى التهوية الميكانيكية، ولكن بالنسبة إلى أي شخص لديه مشاكل في التنفُّس من بعد استنشاق الغاز، تجري مراقبته في المستشفى طوال اليوم لضمان عدم حدوث مضاعفات خطيرة.
تصرف خطير
واعتبر الدكتور أحمد العموش أستاذ علم الاجتماع التطبيقي في جامعة الشارقة، هذا التحدي تصرفاً خطيراً وغير مسؤول.
ونصح العموش الطلبة والشباب بعدم تجربة هذا التحدي أو أي تحد آخر يتعلق بتعريض الجسم والصحة للخطر، مؤكداً التركيز على الممارسات الآمنة والمسؤولة.
الأب الروحي
واعتبرت ياسمين زهرة المعلمة في مدرسة النخبة، أن المعلم يلعب دور الأب الروحي والموجه للطالب في كل المراحل العمرية، ولا يقتصر دوره على أداء حصته الدرسية، بل يتعداه للنصح والتوجيه والتربية، وخاصة في هذا الوقت الذي نشهد فيه الانفتاح الفكري والاجتماعي.
وأكدت على أهمية متابعة المعلمين لما يدور عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليكونوا على اطلاع بالتحديات المريبة المنتشرة بين فئة الشباب والتي قد ينجم عن بعضها سلوكيات خطيرة، مثل هذا التحدي المنتشر تحت اسم «التريند».
وتابعت أن الشباب والمراهقين خاصة يندمجون في خوض هذه التحديات تحت اسم «وناسة» من دون التفكير بما قد تسببه لاحقاً من سلبيات على صحتهم الجسدية والنفسية، ظناً منهم بأنهم في هذه الحالة يشاركون في العصرنة الإلكترونية غير مقدرين مساوئها.
توفير الدعم
وأكد عمرو بيومي معلم الرياضيات في مدرسة الشارقة الدولية، على أهمية تعزيز الوعي بالمخاطر الصحية والنفسية المرتبطة بالسلوكيات الخطرة، وتشجيع الشباب على اتخاذ القرارات السليمة والمسؤولة، من خلال توفير الدعم اللازم والموارد المختلفة، مثل الإرشاد والنصح والتوجيه والتدريب والتعليم والتثقيف، والانخراط في أنشطة إيجابية وبناء العلاقات الإيجابية مع الآخرين، وتوفير مساحات آمنة للتعبير وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية.
وأوضح أن المدارس تلعب دوراً هاماً في تعزيز السلوكيات الصحية والآمنة بين الشباب، من خلال توفير الأنشطة الإيجابية والممتعة في المدارس.
سلوكيات متهورة
وأكدت المعلمة فوزية الشيخ، أن تحدي استنشاق غاز العبوات الفارغة للعطور ومعطرات الجسم ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل جزء من مشكلة أكبر تتعلق بالسلوكيات الخطرة والمتهورة بين الشباب في المجتمعات المختلفة، مشيرة إلى أن البحث عن الإثارة والمخاطرة، يضع الفاعلين في مواقف خطيرة تتسبب في الإصابة بإصابات جسيمة أو حتى الموت.
وأشارت إلى أن الأشخاص الذين يشاركون في هذا التحدي غالباً ما يفعلون ذلك لأسباب نفسية، مثل الشعور بالملل «لذا يتعين على الأسرة أن توفر بيئة صحية ومشجعة للشباب» .