نالت القيادة العامة لشرطة دبي، مُمثلة بالإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية بدبي شهادة الاعتماد الدولية من منظمة الإصلاح الأمريكية «ACA»، أكبر وأقدم مُنظمة عالمية تخص السجون تأسست عام 1870م، وذلك لاستيفائها لكافة المعايير الدولية المُتعلقة بحقوق الإنسان في المؤسسات الإصلاحية 100 %، واجتيازها للتقييم باستحقاق، لينال سجن الرجال شهادة الاعتماد كخامس سجن على مستوى العالم، وأول سجن في منطقة الشرق الأوسط، في حين نال سجن النساء شهادة الاعتماد كأول سجن نسائي في العالم تُمنح له شهادة مُطابقة المعايير. وتقدمت القيادة العامة لشرطة دبي بالتهنئة إلى دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة لحصول القيادة العامة لشرطة دبي مُمثلة بالإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية بدبي على تلك الشهادة.
كما تقدمت بالشكر والامتنان إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، على دعمه المتواصل وتوجيهاته لتحقيق الريادة والتميز محلياً وعالمياً.
توجيهات
وأكد معالي الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، حرص شرطة دبي على مواكبة توجيهات واستراتيجية دولة الإمارات في مجال حقوق الإنسان وكفالة تمتعه بكافة حقوقه وحرياته وجودة حياته، مؤكداً مواءمة كافة التوجهات والاستراتيجيات الداخلية لشرطة دبي مع منظومة التشريعات والسياسات التي تعتمدها الدولة في سعيها نحو تعزيز الجهود وتحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات، ونشر الوعي بثقافة حقوق الإنسان على اختلاف انتماءاته العرقية والثقافية.
مؤتمر صحافي
وخلال مؤتمر صحافي عقدته القيادة العامة لشرطة دبي في نادي الضباط، برئاسة اللواء الدكتور عبدالقدوس عبدالرزاق العبيدلي، مساعد القائد العام لشؤون التميز والريادة، واللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، وحضور مساعدي القائد العام، وعدد من مديري الإدارات العامة والعميد مروان جلفار، مدير الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية، والعقيد جميلة الزعابي، مدير سجن النساء، وعدد من الضباط والأفراد من شرطة دبي، والإعلاميين، أعلنت القيادة العامة لشرطة دبي عن حصول الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية على شهادة الاعتماد الدولية من منظمة الإصلاح الأمريكية ACA، مُسلطة الضوء على أبرز الجهود المبذولة والخدمات والمبادرات التي تكفل حقوق النزلاء والنزيلات في كافة الجوانب.
استدامة التميز
وأكد اللواء دكتور عبدالقدوس عبدالرزاق العبيدلي، في مستهل حديثه خلال المؤتمر، أن الإنجاز الكبير الذي حققته المؤسسات العقابية، يكرس حرص شرطة دبي على تحقيق الرؤية السامية للقيادة الرشيدة وتوجيهاتها العليا في استدامة مسيرة التميز والريادة التي دأبت عليها عالمياً، وتعزيز التنافسية الإيجابية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
ونوه إلى أن شرطة دبي تمكنت ومن المرة الأولى، من استيفاء كافة المعايير الدولية 100 %، والبالغ عددها 137 معياراً، بشقيها الإجبارية وغير الإجبارية، بشمولية الخدمات والبرامج والمبادرات التي تقدمها للنزلاء، وامتدادها لكافة المجالات الـ7 التي تستهدفها المنظمة الأمريكية، وتتضمن الأمن، والسلامة، والرعاية الصحية، والنظام، والعدالة، والإدارة.
الإصلاح والتأهيل
بدوره، أكد اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، أن هذا الإنجاز يأتي نتيجة للجهود الطويلة التي تبذلها شرطة دبي لتوفير كافة مقومات الحياة الحديثة والكريمة في السجون، وبما يتفق مع المعايير العالمية لضمان استدامة حقوق الإنسان، منوهاً بانتهاج المؤسسات العقابية سياسة قوامها الإصلاح والتأهيل، وإحداث تغييرات في مفاهيم السجون التقليدية المقتصرة على العقاب وحبس الحريات.
وأكد أن المؤسسات العقابية والإصلاحية تولي النزلاء والنزيلات اهتماماً في مختلف جوانب حياتهم، ومنها الرعاية الصحية، والتنمية الذاتية، وإثراء الجانب المعرفي والعلمي عبر دورات تعليمية ومهنية متعددة .
مشاريع خاصة
وأوضحت شرطة دبي أن البرامج ودورات التأهيل التي تقدمها للنزلاء في المؤسسات العقابية والإصلاحية تسرع من عملية دمجهم في المجتمع وانخراطهم فيه بعد انقضاء مدتهم، وهناك العديد من النزلاء قاموا بتأسيس مشاريع خاصة برزت على مستوى الدولة وخارجها بفضل المعرفة والخبرة التي اكتسبوها خلال قضاء الفترة المقررة عليهم داخل المؤسسات العقابية والإصلاحية.
نموذج رائد
من جانبه، أكد العميد مروان عبدالكريم جلفار، مدير الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي، أن سجون دبي تعد نموذجاً رائداً في الإصلاح والتهذيب، وتنفق سنوياً مبالغ مالية ضخمة على النزلاء والنزيلات في سبيل ضمان حصولهم على كافة حقوقهم الإنسانية والقانونية.
وأضاف: «قدمنا منذ العام 2021 وحتى منتصف العام الجاري، 169 برنامجاً للنزلاء والنزيلات، بواقع 52 برنامجاً تدريبياً ومهنياً، و82 برنامجاً تعليمياً، و25 برنامجاً رياضياً، و10 برامج دينية، تنفيذاً لسياسة الإصلاح والتهذيب التي تنتهجها المؤسسات العقابية في شرطة دبي».
وتابع: «تمكنا من تقديم مساعدات إنسانية بالتعاون مع الشركاء، بلغت 23 مليوناً و355 ألفاً و786 درهماً للنزلاء والنزيلات منذ بداية العام 2021 وحتى منتصف العام الجاري».
بيئة استثنائية
بدورها، أكدت العقيد جميلة الزعابي، مديرة سجن النساء، أن بيئة السجن بيئة اجتماعية يسودها الإخاء والمحبة والاحترام، والتفاعل الإيجابي بين النزيلات والموظفات لتحقيق غاية الإصلاح والتأهيل والتوجيه.