أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية رحلة العقد لاستكشاف النظم البيئية البرية، التي تعد أكبر وأشمل مهمة بحثية للنظم البيئية البرية، لتقييم وتوثيق التنوع الأحيائي فيها، ودراسة كثافة وتوزيع الكائنات الفطرية وعكسها على خرائط رقمية، وذلك بمشاركة خبراء وباحثين من داخل المملكة وخارجها، وبالتعاون مع الجامعات الوطنية، والمراكز البحثية، والمحميات الملكية، والمنظمات الدولية.

وتهدف الرحلة إلى بناء قاعدة معرفية عن التنوع الأحيائي البري بالمملكة، من خلال تنفيذ مسوحات ميدانية شاملة تغطي جميع النظم البيئية في المملكة ورصد تنوعها الأحيائي، إذ يغطي برنامج الاستكشاف الثدييات والزواحف والبرمائيات والطيور وأسماك المياه العذبة واللافقاريات.

ويشمل برنامج الاستكشاف تحديد الأنواع المتوطنة، والمهددة بالانقراض، والأنواع التي يقتصر وجودها في نطاق جغرافي محدد، وتحديد المهددات التي تواجهها، ووضع الخطط للحد من المهددات، وتوفير بيئة آمنة ومستدامة.

ويتضمن البرنامج حصرًا شاملًا للتنوع الأحيائي في جميع مناطق الدراسة، وتحديد المناطق المهمة لهذا التنوع، ومواقع التكاثر والانتشار، إلى جانب إنشاء قاعدة بيانات وطنية وخرائط تفاعلية للمواقع والأنواع المسجلة إضافة إلى تحديث الخطة الوطنية للأراضي الرطبة في المملكة، ونشر ما لا يقل عن 30 ورقة علمية في مجلات عالمية مدرجة على قوائم معهد المعلومات العلمية (ISI) ومصنفة ضمن أعلى المجلات العلمية المحكمة (Q1).

وأوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان أن البرنامج ينطلق ضمن رحلة العقد لاستكشاف البيئات البرية، وهو أحد أكبر المشاريع الوطنية لاستكشاف التنوع الأحيائي في المملكة؛ بهدف بناء قاعدة معرفية شاملة توفر خط أساس علمي للإدارة المتكاملة والمستدامة للموارد الطبيعية والمحافظة على الحياة الفطرية للأجيال القادمة.

ويجسد هذا المشروع الجهود الوطنية لاستعادة النظم البيئية وتعزيز التوازن البيئي لتحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء ورؤية المملكة 2030.

وقال الدكتور قربان: “إن البيانات تمكننا من تطوير إستراتيجيات فعالة لحماية الأنواع وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع الأحيائي، مع العمل على توثيق هذا الثراء الأحيائي الكبير على المستوى العالمي، وتعزيز دور المملكة في الاتفاقيات البيئية الإقليمية والدولية”.

وتأتي هذه الرحلة امتدادًا لمسار وطني بدأه المركز في رحلة العقد لاستكشاف البحر الأحمر عام 2022، وبرامج الاستكشاف في الخليج العربي، التي قدمت تصورًا عن بيئاتنا البحرية، وباكتمال استكشاف البيئات البرية ستحظى المملكة بقاعدة بيانات فريدة لأنظمتها البيئية البرية والبحرية تشكل منطلقًا للإدارة المستدامة ومرجعًا معتمدًا للباحثين والعلماء.

شاركها.