خمس سنوات مضت على فراقك يا أبي، وبرحيلك تركت خلفك فراغا لا يمكن أن يملأ، فصدى صوتك مازال مترددا في أركان البيت وجدرانه، رحلت والجميع في اشتياق إليك، الأبناء يبحثون عن الناصح الأمين، والأحفاد يفتقدون دفء حضورك معهم وحنانك عليهم، والأصدقاء يستذكرون مبادئ العلاقات الإنسانية، ومعاني الإخلاص والاجتهاد في العمل والوفاء للقيم والمبادئ، لم تغيرك المناصب ولا الرتب ليقينك بحب الكويت وأداء الواجبات تجاهها بكل وطنية وإخلاص.

أبي كنت لنا نعم السند وعز الأخ وحنان الأب، وكيف لا نفتقدك وقد كنت دائما رجلا بألف رجل، حكيما في صمتك، عظيما في عطائك وخيرك، رحيما بالضعفاء، قويا في مواقفك الطيبة النابعة من قلب لم تعرف القسوة إليه سبيلا، نعم كنت قدوة لنا وستبقى.

علمتنا، رحمك الله تعالى، أن القيم والأخلاق والأدب والاحترام من أهم أسس قانون الحياة وأن الكرامة لا تشترى، علمتنا أن التواضع وبناء السيرة الحسنة وترسيخ الذكرى الطيبة أساس الحياة ومحبة الناس لبعضهم.

والدنا ومعلمنا، ربيتنا على الحب والعطاء والتشجيع على النجاح والاعتماد على النفس، رحلت عنا جسدا لكنك تركت فينا إرثا راسخا من القيم، والسيرة العطرة يلهج بها كل من عرفك، بين أهلك وأصدقائك وأحبابك، وسنبقى على صلة بهم لأننا نراك فيهم ونراهم بك ونستذكر مواقفك معهم وعلاقتهم بك بما تحمله من مودة ومحبة في الله، وحرص على تقديم أفضل ما يستطيع الإنسان في مجال عمله، وهذا ما تجسد خلال رحلة عطائك في مجال العمل الإطفائي وما قدمته في سبيل تطويره وإعداد الكوادر البشرية وتدريبهم على استخدام أحدث المعدات والدفاع عن مصالحهم وامتيازاتهم لأنهم يستحقون.

رحمك الله يا والدي خالد محمد علي الياسين، فلن ننساك ما حيينا، وستظل محبتك متجذرة في قلوبنا، وكلماتك ونصائحك راسخة في عقولنا.

والدنا، إن اللسان يعجز عن وصف مدى الحزن الذي يملأ قلوبنا، ولكننا نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون).

ابنك: محمد خالد الياسين

شاركها.