عبدالعزيز الفضلي

أكد أستاذ الأنثروبولوجيا وعلم الآثار بجامعة الكويت د.حسن اشكناني أن الكويت واحدة من الدول الخليجية التي تمتلك إرثا تاريخيا وحضاريا عريقا يعود إلى آلاف السنين، مشيرا إلى أن الآثار المكتشفة في الكويت تكشف عن حضارات متنوعة كانت تتواجد على أراضيها، ما يعكس أهمية الموقع الجغرافي للكويت باعتبارها نقطة اتصال بين الحضارات القديمة.

جاء ذلك في ندوة موسعة نظمتها اللجنة الثقافية والرياضية بجمعية الكشافة الكويتية وأدارها نائب رئيس الجمعية حسين المقصيد بحضور جمع غفير من منتسبي الحركة الكشفية.

وعرض أشكناني في الندوة رحلته مع دراسة آثار الكويت من خلال 3 مشاريع ضخمة وهي توثيق آثار الكويت في الصحف والمجلات والمواد المرئية والوثائق الحكومية والأهلية ونشر المواد الأرشيفية في مؤلفات وأبحاث علمية والتعاون مع البعثات الأثرية التي تنقب في الكويت، وتحديدا في جزيرة فيلكا ومنطقة الصبية وكاظمة وإجراء تحاليل مختبرية حديثة للآثار المكتشفة تحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والبعثات الأجنبية.

‏‎وأضاف أن جزيرة فيلكا تعد من أبرز المواقع الأثرية في الكويت يبلغ طولها 12 كيلومترا وعرضها 6 كيلومترات بها تلال أثرية ومياهها عذبة خصبة التربة ولها موانئ طبيعية حسنة صالحة لحماية المراكب عند هبوب الرياح ويعود أقدم المواقع الأثرية في الجزيرة إلى العصر البرونزي، وكانت واقعة على الطرق البحرية التجارية بين وادي الرافدين وبقية مناطق الخليج، لذلك توافرت فيها جميع الأسباب لقيام حضارة غنية تعتمد على التبادل التجاري وعلى الرسوم البحرية من السفن التي كانت تمر بموانئها.

وذكر أنه في عام 1958 قررت حكومة الكويت استدعاء البعثة الدنماركية للتنقيب في جزيرة فيلكا المعروفة لأجراء أول تنقيبات أثرية علمية في الكويت للكشف عن البقايا الأثرية، علما أن أول أثر عثر عليه في جزيرة فيلكا يعود إلى عام 1937 هو قطعة من الحجر عليه كتابة يونانية، مبينا أن البعثة المذكورة بادرت بالتنقيب في جزيرة فيلكا لاكتشاف معالم مستعمرات من زمن الإسكندر الأكبر منذ 1958الى 1963 ولكن سرعان ما تبين أن في الجزيرة تلالا عديدة يعود بعضها إلى العصر البرونزي القديم.

‏‎وتطرق إلى الصبية، مؤكدا أنها تعتبر موقعا أثريا مهما في الكويت، حيث تم اكتشاف مستوطنة تعود إلى فترة العبيد -5700 قبل الميلاد- وتعد من أقدم المستوطنات البشرية في شبه الجزيرة العربية، كما تم العثور على مدافن ركامية وأدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري الحديث (النيوليثي) منها رؤوس السهام والفؤوس الحجرية.

شاركها.
Exit mobile version