اليوم العالمي للصداقة الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2011 يهدف لتعزيز الحوار والتفاهم وبناء جسور السلام بين الثقافات والدول. وتؤكد الأمم المتحدة أن هذا اليوم فرصة لرفع الوعي بأهمية الصداقة كقيمة إنسانية تسهم في مواجهة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى دعم الجهود التطوعية والمبادرات التي تعزز التماسك المجتمعي.

تعود فكرة يوم الصداقة إلى عام 1958 في باراغواي، حين أطلق ناشطون اجتماعيون مبادرة للاحتفاء بالصداقة كقيمة إنسانية تتجاوز الحدود، ولاحقًا تبنت الأمم المتحدة هذه الفكرة عام 2011 وجعلت 30 يوليو موعدًا رسميًا للاحتفال بها.

تشهد دول عديدة في هذا اليوم فعاليات متنوعة تشمل حملات التوعية والمبادرات المجتمعية، بينما تحتفل بعض الدول الأخرى مثل الهند والولايات المتحدة بالأحد الأول من أغسطس باعتباره يوم الصداقة.

الصداقة كانت موضوعًا مهمًا في الفكر الإنساني منذ العصور القديمة، إذ تُعد ركيزة للحياة الاجتماعية. يقول الفيلسوف أرسطو: «الصداقة هي أهم شيء في الحياة». كما جاء في لسان العرب لابن منظور: «إن الصداقة من الصدق، والصدق نقيض الكذب، وبهذا تكون الصداقة هي صدق النصيحة والإخاء، والصديق هو المصادق لك». أما ابن المقفع فقال: «اعلم أن إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا وهم زينة في الرخاء وعدة في الشدة ومعونة في المعاش والمعاد، فلا تفرط في اكتسابهم وابتغاء الصلات والأسباب إليهم».

الصداقة علاقة اجتماعية تقوم على المشاركة الوجدانية والاستمرارية والتجرد من المصالح المادية، وتتميز بالتقارب في الشخصية والتفكير والاهتمامات. وهي مشتقة لغويًا من فعل «صَدَقَ» الذي يعني الصدق والوضوح، فالصديق هو من يصدق صاحبه ويخلص له بلا غاية أو مصلحة.

تُعد الصداقة من أجمل وأصدق الروابط الإنسانية التي تمنح الإنسان السعادة والراحة، كما تحميه من الوحدة والانطواء، وتساعد على بناء علاقات سليمة تعزز الصحة النفسية.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.